RT
قد يحقق الناتو نصرًا جزئيًا على روسيا في مقاطعة كالينينغراد بواسطة بولندا، لكن الثمن سيكون كارثيًا. حول ذلك، كتب فلاديمير كوجيمياكين، في “أرغومينتي إي فاكتي”:
قال نائب وزير الدفاع البولندي السابق، الجنرال فالديمار سكرزيبتشاك، إن الناتو، في حالة نشوب صراع، “سيقوم بمحو مقاطعة كالينينغراد”.
هل لدى الجنرال البولندي أسباب لمثل هذا “التفاؤل”؟
في الإجابة عن هذا السؤال قال العضو المراسل في الأكاديمية الروسية لعلوم الصواريخ والمدفعية، دكتور العلوم العسكرية قسطنطين سيفكوف، لـ”أرغومينتي إي فاكتي”:
وفقًا لأساس سياسة الدولة الروسية، تحذّر روسيا جميع البلدان، بصرف النظر عن الأسلحة التي تنوي استخدامها ضد بلدنا، من أنه في حال هزيمة مجموعة حرجة من قواتنا خلال مثل عملية تستهدفها وخطر فقدان روسيا من أراضيها، فسننتقل إلى استخدام أقوى ما لدينا من أسلحة.
لذلك، يجب أن يفهم الجنرال البولندي شيئًا بسيطًا: حتى لو فقدت روسيا منطقة كالينينغراد، فإن بولندا لن يبقى لها وجود.
إذا لم تستخدم أقوى الأسلحة من كلا الجانبين، فهل يمتلك الناتو الموارد اللازمة “لاحتلال” مقاطعة كالينينغراد من روسيا؟
مقاطعة كالينينغراد صغيرة المساحة، لكن فيها ما يكفي من القوات الروسية. لو حاول الناتو مهاجمة هذه المجموعة من القوات، فسوف تستطيع الصمود لفترة كافية حتى تتمكن القوات المسلحة الروسية من اختراق الممر الذي يربط أراضينا الرئيسية بمنطقة كالينينغراد. ومن ثم ستهزم روسيا قوات الحلف في هذه المنطقة.
على ماذا يراهنون أيضًا؟
على حسابات أميركية. لديهم مفهوم “الحرب النووية المحدودة”. وهي تعني استعداد الولايات المتحدة لشن حرب نووية ضد روسيا بأسلحة نووية تكتيكية، ولكن على أرضٍ ليست أمريكية ولا على أرض روسيا نفسها، أي دون إيصال الأمر إلى نقطة تضطر فيها روسيا أو الولايات المتحدة إلى ضربة نووية كاملة بأسلحة نووية استراتيجية. لن يضحي الأميركيون أبدًا بوجودهم من أجل إنقاذ جزء من بولندا أو دول البلطيق أو ألمانيا أو أي دولة أخرى في الناتو، أو من أجل “احتلال كالينينغراد”.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب