قارن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع قناة “tf1” الفرنسية قصف السكان في غزة ومقتل عشرات المدنيين بغارة نفذها الجيش الفرنسي بالخطأ على حفل زفاف في مالي.
وردا على سؤال طرحه المذيع داريوس روشبين خلال المقابلة “هل يمكننا تنفيذ عمليات كوماندوز بدلا من هذا العمل الضخم الذي يقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء؟”، أجاب بنيامين نتنياهو: “هذه ليست هجمات غير محددة الأهداف.. نحن نبذل كل ما في وسعنا”.
وأضاف “في مالي قامت القوات الفرنسية في سعيها لاستهداف قادة الإرهابيين، بقصف حفل زفاف، مما تسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين”.
وتابع بنيامين نتنياهو قائلا “هذا شيء يحدث في الحرب.. لكنني لا أقول إن ماكرون مجرم حرب.. لن أقول إن الجيش الفرنسي فعل ذلك عمدا ونحن لا نفعل ذلك أيضا”.
وصرح “في بعض الأحيان ولسوء الحظ نستهدف حتى قواتنا.. وكان هناك رهائن يفرون من حماس ويركضون نحو قواتنا وللأسف لقوا مصرعهم على يد الجيش.. واعترفنا بقتلهم”.
واستطرد بالقول: “أما بالنسبة لمأساة مخيم النازحين يوم الأحد فهذه ليست سياستنا، هذه أشياء تحدث”.
مذكرة اعتقال
بعد إصدار مذكرة الاعتقال التي طلبها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بحق بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نفسه من استهدافه بشكل مباشر، حيث صرح: “الأمر لا يتعلق بي.. إنه يتعلق بدولة إسرائيل”.
وأفاد بأنه “من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها في السنوات التي تلت المحرقة”، مشيرا إلى أن المدعي العام في لاهاي يحارب هذا الحق من خلال تزويرين، الأول هو إقامة تكافؤ بين قادة إسرائيل المنتخبين ديمقراطيا وقادة حماس.
وذكر أن معاملتهم بالطريقة نفسها هي بمثابة محاكمة القاعدة والرئيس الأمريكي في نفس المحاكمة، مردفا بالقول: “بالطبع هذا جنون”.
أما بخصوص ما وصفه بالتزوير الثاني، فقد زعم نتنياهو أنهم لا يتبعون سياسة تجويع المدنيين، موضحا “أنهم وفروا نصف مليون طن من الغذاء والدواء ومهدوا الطرق وفتحوا طرقا برية جديدة وقاموا بإسقاط الطعام من الجو لتجنب المجاعة”.
غارات رغم السخط الدولي
على الرغم من السخط الدولي الذي أثاره القصف المميت يوم الأحد على مخيم للنازحين في رفح، واصل الجيش الإسرائيلي غاراته يوم الخميس في هذه المدينة المكتظة بالسكان للقضاء على آخر كتائب حماس ولكن على حساب العديد من المدنيين الأبرياء.
وفي هذا السياق، شجب بنيامين نتنياهو ذلك قائلا: “إن كل وفاة للمدنيين هي مأساة.. وفي كل مرة أرى فيها طفلا أو امرأة أو مدنيا بريئا يموت فهي مأساة بالنسبة لنا.. ولكن بالنسبة لحماس فهي استراتيجية يستخدمون فيها المدنيين عن عمد”.
وأضاف “لقد أرسلنا آلاف المنشورات والملصقات وأجرينا مكالمات هاتفية، ونحن نبذل قصارى جهدنا لإبعاد المدنيين عن مناطق النزاع”.
وأوضح أن “عدد الضحايا المدنيين مقارنة بالإصابات في صفوف المقاتلين هو أدنى معدل شهدناه في حرب المدن الحديثة فهو أقل مما هو عليه في الموصل والرقة”.
اليوم التالي بعد الحرب على غزة
ووفقا لبنيامين نتنياهو فإن “إسرائيل يجب أن تفعل ثلاثة أشياء بعد الحرب في غزة، الشيء الأول هو أننا يجب أن نهزم حماس وحربنا هذه ليس ضد السكان بل ضد المسلحين، والشيء الثاني هو ضمان أن يكون هناك تجريد فعال من السلاح، أما الشيء الثالث فهو تغيير المناهج الدراسية في المدارس والمساجد للتحرك نحو السلام وليس الحرب”.
وصرح بأنه يجب أن يتمتع الفلسطينيون بمجرد التخلص من “التطرف” بالحكم الذاتي ويجب أن تكون لديهم القدرة على حكم أنفسهم وليس القدرة على تهديد إسرائيل.
وردا على سؤال حول احتلال محتمل لقطاع غزة، أشار بنيامين نتنياهو إلى أنه سيتعين على إسرائيل أن تتحمل “مسؤوليات أمنية” لمنع عودة حماس.
وأفاد بأنه يود أن تكون هناك قوة دولية للقيام بذلك، لكنه لا يرى ظهور قوة واحدة، مشيرا إلى أنه إلى أن يتم ذلك ستكون إسرائيل مسؤولة عن الأمن.
وأردف قائلا: “لا أعرف ما إذا كان سيتعين علينا احتلال غزة، لكن سيتعين علينا أن نكون قادرين على العودة إلى هناك في أي وقت لإيقاف المسلحين”.
ويوضح قائلا: “لن نستقر في غزة ليس هذا هو السؤال.. السؤال هو طبيعة الحكومة التي ستستقر في غزة وتضمن أنها لا تشكل تهديدا لإسرائيل”.
وأفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريحاته بأنه “صنع السلام” مع العديد من الدول في العالم العربي بعد مصر والأردن، مشيرا إلى المغرب والبحرين والسودان، مؤكدا إلى أنه يريد توسيع العملية.
المصدر: “tf1”
Source link