أكدت البعثة الروسية الدائمة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لـ”إزفستيا” أن موسكو مستعدة للتفاوض مع الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن قضية استخدام الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا.
ومن المنطقي أن نتوقع استئناف الاتصالات بين موسكو وواشنطن عبر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فقد وجدا خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى أسبابا للتعاون. ولكن من غير المجدي القول بمثالية العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا على خط منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في عهد ترامب. فعلى سبيل المثال، اتهمت الولايات المتحدة روسيا بانتظام بمساعدة بشار الأسد في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سورية؛ وأشارت موسكو إلى المعايير المزدوجة التي تنتهجها واشنطن في المسألة السورية: ففي ذلك الوقت، لم تكن الولايات المتحدة قد دمرت بعد مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية، خلاف روسيا. ويؤكد الأمريكيون أنهم تمكنوا في نهاية المطاف من تحقيق ذلك في العام 2023. ومع ذلك، يرى الجانب الروسي أن عملية التخلص من الأسلحة الكيميائية جرت دون التحقق المناسب من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
إن عدم صدق الولايات المتحدة في هذه المسألة يتجلى في حقيقة أن الأسلحة الكيميائية التي تعود إلى عهد صدام حسين، والتي يُزعم أن الولايات المتحدة وبريطانيا دمرتاها، في الفترة من 2003 إلى 2009، “ظهرت” بانتظام خلال الصراعات في الشرق الأوسط. وبهذا المعنى، لا يمكن استبعاد ظهور أسلحة كيميائية أمريكية الصنع في أوكرانيا خلال فترة ولاية ترامب الثانية.
وما يدعم هذا السيناريو أن منطقة الصراع بالنسبة لحلفاء كييف الغربيين ليست فحسب أرضًا مناسبة لاختبار الأسلحة الجديدة، بل ومكانًا للتخلص من الذخائر التي أُخرجتْ من الخدمة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب