من دفاتر اليمن.. مقتل إمام وانقلاب لمدة شهر!

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.




يحيى بن محمد حميد الدين كان حكمه بدأ في اليمن بوفاة والده في عام 1918، وكان يجمع بين السلطتين السياسية والدينية وكان إماما للطائفة الزيدية منذ عام 1904.
يحيى كان عين أبناءه حكاما على المقاطعات المختلفة، ومنحهم سلطات عقابية واسعة، وكان يعرف بمعاداته الشديدة للنفوذ الأجنبي.
تفاصيل الاغتيال:
تعرضت السيارة التي كانت تقل حاكم اليمن يحيى بن محمد حميد الدين إلى كمين من قبل مناهضين لحكمه على مشارف صنعاء أثناء عودته من زيارة تفقدية في 17 فبراير 1948.

الهجوم المسلح الذي دُبر من قبل مجموعة معارضة لحكمه وكان في إطار صراع قبلي، أودى بحياة حاكم اليمن واثنين من مرافقيه.
المجموعة المناهضة التي نفذت الاغتيال كانت تضم عسكريين وعلماء وقبائل معارضة، وكانت تحت قيادة عبد الله الوزير، وهو شخصية من قبيلة منافسة كان تعرض العديد من أفرادها للسجن.
بعد تنفيذ عملية الاغتيال شكّل الانقلابيون “حكومة دستورية” في صنعاء، ونصبوا عبد الله بن أحمد الوزير إماما، وشارك في هذه المحاولة الانقلابية، أحد أبناء الإمام يحيى وكان على خلاف مع والده.
حكومة الانقلابيين في صنعاء استمرت لشهر فقط. لجأ أحمد، وهو ابن آخر للإمام القتيل على الفور إلى المناطق الشمالية من البلاد، وحشد أبناء قبيلته والقبائل الموالية، ثم قاد في مارس هجوما ناجحا على صنعاء وأطاح بالانقلابيين وأعدم قائدهم عبد الله الوزير، وتولى الإمامة.
عزز الإمام الجديد أحمد بن يحيى سلطاته، وثبت حكم آل حميد الدين، إلا أن النظام بقي على طبيعته القديمة حتى عام 1962 بقيام ما يعرف بثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالنظام الملكي وأسست الجمهورية.
الإمام يحيى بن محمد حميد الدين الذي كان الحاكم الفعلي المطلق لليمن من عام 1904 إلى 1948، كان سعى بقوة للحفاظ على استقلال اليمن عن القوتين الأجنبيتين، الإمبراطورية العثمانية وبريطانيا التي كانت تسيطر على عدن وجنوب اليمن، وحاول خلق توازنات بنسج علاقات مع إيطاليا والاتحاد السوفيتي.

انتهج الإمام يحيى سياسة انعزالية ومحافظة، وكان عنيدا في مقاومة الإصلاحات الحديثة، ما أثار بحسب خبراء، استياء النخب وبعض القبائل اليمنية. كما انتقد الكثيرون تركز السلطة في يد أسرة حميد الدين وعدم إشراك القبائل الأخرى، إضافة إلى غياب التحديث في البلاد.
يصف الضابط  في الاستخبارات وممثل بريطانيا في الشرق الأوسط السير غيلبرت كلايتون، الإمام يحيى بأنه قائد “صعب المراس”، وأنه شخصية “محافظ للغاية”، لافتا إلى تمسكه بالاستقلال ورفضه التنازل عن المناطق الجنوبية من اليمن لبريطانيا، كما أقر بدهائه السياسي في الحفاظ على وحدة اليمن على الرغم من الضغوط الخارجية الشديدة.
أما الحاكم البريطاني في عدن هارولد إنجرامز فقد تحدث عنه في مذكراته باعتباره شخصية “تقليدية متشددة”، وانتقد عزلة اليمن تحت حكمه وتباطؤ تحديث البلاد، لكنه أشاد في نفس الوقت بقدرته على فرض الأمن في المناطق الخاضعة له.
دبلوماسيون إيطاليون وصفوه بأنه “زعيم ذو كاريزما دينية وسياسية”، وأشاروا أيضا إلى تشككه في الأجانب وعدم رغبته في فتح أبواب بلاده أمام التأثيرات الخارجية.
المستشرق الإيطالي كارلو نالينو وصف بدوره نظام الإمام يحيى بأنه “خلافة زيدية صارمة”، تتركز السلطة فيها في يد الأسرة الحاكمة، كما انتقد قمع المعارضين.
على الرغم من الانتقادات التي توجه إلى حكم الإمام يحيى إلا أن أغلب الآراء تصفه من جهة أخرى بـ”الدهاء السياسي” وبأنه نجح في مواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية، ولعب على تنافس قوتين اوروبيتين كبيرتين هما بريطانيا وإيطاليا.
المصدر: RT

إقرأ المزيد

ماذا جرى في الغرفة 117 بفندق كابل؟

تعرض أدولف دوبس، السفير الأمريكي في أفغانستان في 14 فبراير 1979 إلى عملية اختطاف تغيرت بنتيجتها حينها السياسة الأمريكية تجاه هذا البلد بشكل تام.

بغداد بين المغول ولعنة الدم الملكي!

تعرضت بغداد بعد سقوطها في يد المغول في 13 فبراير 1258 إلى دمار هائل إلى درجة أن آثاره ومضاعفاته كانت ملحوظة بعد مرور قرن تقريبا حين زارها الرحالة ابن بطوطة.

“عربات النار”.. سلاح الكوريين السري!

كان الكوريون على مدى قرون يتخوفون من جيرانهم اليابانيين ويعتبرونهم أعداء خطرين. هذه المشاعر ناجمة عن تعرض أراضيهم للغزو ما أن تقوى اليابان وتتوسع في الجوار.

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.