وطرح موقع “القاهرة 24” المصري سيناريوهات وراء النزلات المعوية المجهولة بأسوان، حيث قال إن روايات الأهالي وطبيعة الأعراض المرضية المتمثلة في إسهال وقيء وغثيان تطرح 3 فرضيات علمية تفسر أسباب هذه النزلات المعوية التي يعاني منها الأهالي في أسوان، وتتمثل في الكوليرا، التلوث المائي، التلوث الغذائي، إلا أن هذه الأطروحات لا تزال قيد البحث وبانتظار بيان وزارة الصحة النهائي لتأكيد أي منهم أو عدمه.
والخميس الماضي أعلنت وزارة الصحة نتائجها الأولية، حيث نفت في بيانها وجود ارتباط وبائي بين إصابات المرضى وسحبت نحو 103 عينات مياه، ولم تُظهر وجود أي تغير ميكروبيولوجي أو كيميائي، لتنفي سبب الإصابة من تلوث مياه الشرب.
وتزامن صدور بيان وزارة الصحة مع إصابة محمد حسن بقرية بنبان في محافظة أسوان بأعراض نزلة معوية مجهولة السبب، وبحسب زعمه فإن الأعراض ظهرت بعد 10 دقائق من تناوله كوب مياه من كولدير في أحد الشوارع بمركز دراو ما دفعه للذهاب فورا إلى المستشفى العام لتلقي العلاج.
ولم يكن يتوقع محمد حسن أن زيارته لأحد أقاربه المرضى في مركز دراو ستنتهي به في نهاية اليوم طريح الفراش بقسم الاستقبال الذي يعج بحالات مرضية مشابهة له حيث كانوا يعانون من الإسهال والقيء والغثيان.
أستاذ سموم يرجح تلوث الأغذية
وأفاد الدكتور محمود لطفي مدير مركز السموم جامعة عين شمس سابقا بأن إصابة محمد حسن بنزلة معوية بعد شرب كوب مياه بـ 10 دقائق هي فترة غير كافية لظهور أعراض تسمم مائي وبالتالي ليس السبب كوب المياه الأخير الذي تناوله من الكولدير في الشارع وهذا يتطلب الرجوع إلى ما تناوله الشخص من طعام وشراب آخر 4 ساعات قبل ظهور الأعراض.
وأوضح أن التسمم المائي أو الغذائي يكون نتيجة 3 أنواع من الملوثات هي الكيميائية أو الفيروسية أو البكتيرية، والنزلة المعوية أحد أنواع الأعراض المرضية لها.
وأضاف محمود لطفي أن أعراض الإصابة بملوث كيميائي أو مبيدات حشرية تظهر بعد ساعة أو نصف ساعة ويتحدد وفقا للكمية ونوعية المادة، أما التلوث من الفيروسات أو البكتيريا فأعراضها لا تظهر في نفس الوقت حيث تحتاج إلى وقت أطول للظهور وهذا يعتمد على نوع المسبب والجهاز المناعي للشخص، فمثلا التسمم نتيجة البكتيريا المسببة لمرض التيفود تظهر أعراضه بعد أسبوع أو 10 أيام.
واستبعد أستاذ طب السموم بجامعة عين شمس أن يكون مصدر الإصابة بالنزلات المعوية مياه الشرب حيث إن حالات الإصابة متناثرة وليست على مستوى أسرة كاملة، وهو ما يرجح أن السبب تلوث غذائي أو عوامل أخرى ستحددها نتائج الفحوصات المعملية لعينات المرضى.
حالات إسهال وقيء شديدة
وبحسب روايات الحالات المصابة وذويهم، أظهرت أن هناك حالات مرضية اقتصرت الإصابة على فرد واحد على مستوى الأسرة والذي يستبعد أن سبب النزلات المعوية تلوث المياه، لكن هناك حالات أخرى أصيب على مستوى الأسرة أكثر من فردين على فترات متقاربة مع اختلاف شدة الإصابة من شخص لآخر، ما يعزز فرضية تلوث المياه.
الأعراض المرضية التي تصيب المرضى من إسهال وقيء وغثيان تتشابه وتتداخل مع العديد من الأمراض ومسبباتها مختلفة ومتعددة، تحتاج لحسمها سحب عينات من القيء والإسهال للمرضى وتحليله معمليا بحسب قول الدكتورة هدى عبد العزيز الهادي أستاذ الجهاز الهضمي والمناظير.
الكوليرا
ومن بين الفرضيات العلمية والتخوفات بين المواطنين أن يكون سبب النزلات المعوية المجهولة هي الكوليرا والتي اعتبرها الدكتور علاء غنام خبير السياسات الصحية أنها لا تدعو للقلق كما كانت في سابق عهدها بالقرن التاسع عشر حيث انخفضت شدتها.
وشدد خبير السياسات الصحية على ضرورة انتظار بيان وزارة الصحة للكشف عن أسباب هذه الإصابات.
وصرح بأن مرض الكوليرا هو مرض بكتيري ينتج عن تناول ماء أو الطعام الملوث وأصبح علاجها في الوقت الحالي من خلال محاليل الجفاف والمضادات البكتيرية ويمكن التعافي منها، مشيرا إلى أنه يمكن أن تصيب شخصا دون الآخر من العائلة نفسها ويعتمد ذلك على قدرة الجهاز المناعي لكل شخص.
نقص الكلور بمياه الشرب
وكشف مصدر بالطب الوقائي بمحافظة أسوان عن تعليمات إلى إدارات الوقائي بالمرور المستمر على محطات المياه وسحب عينات بشكل يومي سواء من المحطات أو المنازل، فضلا عن تفعيل وضع الطوارئ والترصد والتقصي للحالات المرضية.
ومع تصاعد التخوفات من سبب الإصابة المرضية يعود للكوليرا، استبعد مصدر مسؤول في وزارة الصحة والسكان هذه الفرضية، مرجحا أن السبب يعود إلى تلوث في المياه نتيجة انخفاض نسبة الكلور بأحد المحطات المائية.
ورواية انخفاض نسبة الكلور في المياه سادت خلال الساعات القليلة الماضية، حيث نتج عنها حدوث خلل بالمواصفات الفنية للمياه العزبة وتلوثها.
وبحسب الدكتور عادل عبد العظيم أستاذ الأمراض المعدية (طب بيطري)، فإن هذا اختلال ينتج عنه نزلات معوية، موضحا أن تأثير تلوث مياه الشرب يختلف من شخص لآخر وفقا لقوة جهازه المناعي فمنهم من يصاب وآخر يمكنه تحمل الإصابة.
هذا ولازالت أسباب النزلات المعوية التي أصابت أهالي منطقتي أبو الريش ودراو في أسوان قيد التخمين وتحتمل افتراضات لا نهائية والفصل فيها نتائج العينات المعملية الخاصة بالمياه وعينات الإسهال والقيء من المرضى.
المصدر: “القاهرة 24”
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});