كشفت مجموعة من المحامين موقف الفتاة فريدة، التي اعترفت بقتل شقيقتها قبل 11 عاما ، الأمر الذي أثار جدلا واسعا، وتباينت الآراء حول موقف القانون منها وعقوبتها.
وقال المحامي المصري طارق العوضي، إن هذه الجريمة سقطت بالتقادم حيث مضى عليها أكثر من 10 سنوات، مشيرا إلى أن الاعتراف ليس سيد الأدلة كما يتردد دائما، لأنه لا بد من إثبات أن شقيقتها الطفلة ماتت مقتولة بالفعل وبنفس الطريقة التي وصفتها الشقيقة الكبرى فريدة، حتى يمكن القول أن الاعتراف نصا في ارتكاب الجريمة.
ويضيف العوضي أنه لا بد من استخراج جثمان الطفلة لإثبات سبب الوفاة، وفي حالة إذا توصل الطب الشرعي إلى إثبات نفس سبب الوفاة الثابت في اعتراف شقيقتها، وحينها سيتم حفظ القضية أيضا لسقوط الدعوى الجنائية بمضي المدة (بالتقادم).
ويوضح أن القضية لها بعد إنساني لا يغض الطرف عنه، خصوصا مع صغر سن الشقيقة الكبرى حين ارتكاب الواقعة، التي غالبا لم تكن تقصدها عن عمد.
فيما يقول شعبان سعيد، المحامي بالنقض، إن النيابة ستبدأ تحقيقا في الدعوى واستخراج الجثة وعرضها على الطب الشرعي، لبيان ما إذا كانت أقوال المتهمة تنطبق على الوفاة، والأداة، والطريقة التي قتلت بها الطفلة من عدمه، وستبحث النيابة العامة خلال التحقيقات عن ما إذا كانت هذه الفتاة تقصد القتل العمد أم كانت الواقعة ضربا أدى إلى موت، وتحال للمحاكمة، ومن خلال ذلك ستحدد التهمة المنسوبة، وأقصى عقوبة عليها في هذه القضية 15 سنة.
ويؤكد شعبان سعيد أن الاعتراف هو سيد الأدلة حتى إذا تعذر تحديد سبب وفاة الطفلة لطول المدة، فلا يتم نفي التهمة المنسوبة للمتهمة.
وتابع سعيد في تصريحاته لـ”الشروق” أنه يرى من وجهة نظره أن محكمة الجنايات ستخفف إلى أبعد الحدود وستنزل بالعقوبة درجتين وتصدر حكما مخففا على المتهمة قد يصل لـ3 سنوات، لأنه لولا اعترافها لما اكتشفت الجريمة.
ويوضح سعيد أن الدعوى الجنائية تنقضي في الجنايات بمرور 10 سنوات وذلك في حالة وجود دعوى جنائية من الأصل، وتوقفت لمدة 10 سنوات، لكن الجريمة هذه لم تكتشف سوى اليوم، فلا تنقضي بمضي مدة الدعوى الجنائية، مشيرا إلى اعتبار النيابة أن اعترافاتها تندرج تحت بند ظهور أدلة جديدة، ولذلك أمرت بحبس المتهمة على ذمة التحقيقات عقب تحريرها محضرا بأقوالها.
ويضيف أنه إذا ثبت للنيابة أو المحكمة وجود عذر أو مانع من موانع العقاب كالجنون يتم حفظ القضية في النيابة وإن كان تم تداولها أمام المحكمة فيمكن للمحكمة أن تقضي ببراءة المتهمة سواء كان ذلك الجنون حين ارتكاب الواقعة فقط أو فيما بعد ذلك.
وتعود أحداث الواقعة إلى 11 عاما، حينما قتلت فريدة شقيقتها الصغرى، والتى كانت تبلغ 8 سنوات خنقا، ولم تعلم أسرتها شيئا عن الواقعة حينئذ، ودفنت الطفلة دون أية شكوك أو شبهة جنائية، إلا أن ضمير الشقيقة الكبرى لم يرحمها طيلة تلك السنوات، فقررت الاعتراف بجريمتها والامتثال للعقاب.
وتوجهت فريدة (27 عاما)، إلى قسم شرطة المعصرة، وطلبت مقابلة العميد مجدي خلف، مأمور قسم شرطة المعصرة، لتعترف بقتل شقيقتها الصغرى التي كانت تدعى “أصالة”، حين وجودهما بمفردهما في المنزل، مبررة ذلك بعدم سماعها الكلام، وأخبرت أسرتها حينها أنها وجدت أختها فجأة لا تتحرك ولا تتنفس، دون أن تعلم السبب.
المصدر: الشروق
Source link