“مركز القمار” العالمي.. دولة خارجة عن المألوف تشعبت جذورها بين الفينيقيين والمسلمين

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.


إقرأ المزيد

عناد القنصل البريطاني يبيد مملكة مزدهرة عن بكرة أبيها

موناكو، اسم هذه “الدولة” غير التقليدية”، مشتق من الكلمة اليونانية ” μόνοικος”، مونويكوس وتعني “وحيدا بالمنزل”، ومع ذلك لها تاريخها الخاص، وهو طويل ولا يختلف في العموم عن تاريخ أي “دولة” عادية.

تاريخها القديم يبدأ من حوالي القرن العاشر ما قبل الميلاد، حين استقر الفينيقيون على أراضيها الحالية، وشيدوا حصونا في المنطقة ونقلوا إليها أشجار النخيل، في حين أصبحت مستعمرة إغريقية في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد.

لاحقا وصلها الرومان في عام 122 قبل الميلاد، وضمت إلى الإمبراطورية باعتبارها عقدة وصل هامة في الطريق بين جنوة و”ماساليا”، مدينة مرسيليا الحالية بجنوب فرنسا.

العرب المسلمون وصلوا مرات عديدة منذ القرن الثامن الميلادي حتى العاشر، إلى الساحل الليغوري، وهو قسم من البحر المتوسط تطل عليه إيطاليا وفرنسا وموناكو.

 سيطر المسلمون الأوائل انطلاقا من الأندلس لفترة على منطقة بروفانس الفرنسية على سواحل المتوسط، وتوغلت حملات لهم لاحقا أبعد إلى منطقة “دوفينية”، وبلغت “بيدمونت” بشمال إيطاليا.

أما تاريخها الأكثر حداثة، فيبدأ بضم فرنسا إلى إمارة موناكو في 14 فبراير عام 1793. هذا الحال استمر إلى أن لحقت الهزيمة بنابليون بونابرت، وحينها استعادت الإمارة استقلالها فترة وجيزة.

مملكة سردينيا أنهت تلك الفترة القصيرة في 30 نوفمبر عام 1815 بوضعها موناكو تحت حمايتها حتى عام 1860، حين سحبت سردينيا قواتها من الإمارة وعاد استقلالها إليها.

نتيجة لتداخل أراضي موناكو مع فرنسا، وجدت الإمارة نفسها في 2 نوفمبر عام 1861 مضطرة إلى توقيع معاهدة مع باريس اعترفت بموجبها فرنسا باستقلال إمارة موناكو، فيما تخلت الإمارة عن جميع حقوقها في منطقتي مينتون وروكبرون مقابل تعويض نقدي قدره أربعة ملايين فرنك. نتيجة لذلك، انخفضت مساحة موناكو عشرين مرة، كما تعهد أميرها تشارلز الثالث بعدم بيع أراضي الإمارة لأي طرف باستثناء فرنسا.

اتفاقية ثانية وقعت بين فرنسا وموناكو في 17 يوليو عام 1918، وقد أطلق عليها اسم “معاهدة الصداقة والحماية”، وبموجبها اعترفت فرنسا مجددا باستقلال الإمارة وتكفلت بحماية سيادتها وسلامتها الإقليمية، وهو الأمر الذي لا يزال ساريا حتى الآن.   

في هذه الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ في 23 يونيو عام 1919، تعهدت حكومة إمارة موناكو بالعمل “وفقا للمصالح السياسية والعسكرية والبحرية والاقتصادية لفرنسا” وتنسيق سياستها الخارجية معها. قوات فرنسا البرية والبحرية حصلت وفقا لاتفاقية عان 1918 على الحق في دخول أراضي موناكو من دون الحاجة إلى موافقة أميرها.

تحولت إمارة موناكو إلى مركز قمار ومنتجع سياحي عالمي باذخ وفريد، يقصده أثرياء العالم لأغراض شتى بما في ذلك التهرب الضريبي، فيما بقي وضعها السياسي كما هو، دولة مستقلة “نسبيا”، وذلك لأن الدفاع ضد أي تدخل خارجي تتولاه فرنسا.

رسخت موناكو استقلالها السياسي ومكانتها الدولية في عام 1993 بحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة على الرغم من أن مساحتها اثنين كيلو متر مربع.

التغيير الهام التالي جرى في عام 2002 بإدخال إمارة موناكو تعديلا على دستورها، بشأن اقتصار عرض الإمارة على شخص واحد من عائلة غريمالدي. لمراعاة هذا التغيير الداخلي، جرى توقيع اتفاقية جديدة بين موناكو وفرنسا في 24 أكتوبر 2002.

المصدر: RT

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.