جاء ذلك وفقا لما صرح به ليخاتشوف اليوم الثلاثاء في مقر “روس آتوم” بمناسبة الذكرى السنوية الثمانين المرتقبة لصناعة الطاقة النووية الروسية، حيث تابع: “إن قوة المشروع الذري السوفيتي كانت في أن هياكله التنظيمية وحدت “العلماء والصناعيين وبالطبع الأجهزة الأمنية الخاصة”.
وتتعاون شركة “روس آتوم” الآن بشكل نشط مع الأجهزة الروسية الخاصة، وتضمن بشكل مشترك حماية أسرار الدولة، حيث أشار ليخاتشوف إلى أنه “من المستحيل ألا نذكر في هذه الأيام مساهمة جهاز الأمن السوفيتي NKVD (مفوضية الشعب للشؤون الداخلية) وجهاز الأمن السوفيتي NKGB (وزارة أمن الدولة)، حيث تم الجمع بين وظائف الاستخبارات والاستخبارات المضادة وشمل ذلك تسليم المواد الاستخباراتية اللازمة، وحماية المشروع النووي، وحماية أسرار الدولة من التعدي”.
وبحسب ليخاتشوف، فقد دهش في وقت من الأوقات من حقيقة أن المدير العلمي للمشروع النووي السوفيتي الأكاديمي إيغور كورتشاتوف درس شخصيا عدة آلاف من أوراق المعلومات السرية التي حصلت عليها الاستخبارات السوفيتية.
وتابع: “ولكم أن تتخيلوا حجم العمل التشغيلي الذي كان يتعين عليه القيام به للحصول على مثل هذه الكمية من المواد، وتشفيرها، ونقلها عبر عدد من الحدود، ثم فك تشفيرها وتحويلها إلى حالة يمكن من خلالها لعلمائنا هضمها والتعامل معها”.
وأكد ليخاتشوف على أن “إسهام الأجهزة الخاصة في المشروع النووي لا يقل عن مساهمة العلماء والصناعيين. ونحن نتذكر هذا، وبالطبع سنواصل التعاون بنشاط، في المقام الأول، من وجهة نظر الحفاظ على الأصول المادية وحماية أسرار الدولة”.
ويرى الخبراء أن أعظم عملية استخباراتية معروفة في تاريخ الاتحاد السوفيتي، وربما العالم، هي الحصول على المعلومات التي ساعدت على صنع الأسلحة النووية المحلية. ومن مقراتها في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول، تلقت الاستخبارات الخارجية والعسكرية السوفيتية المعلومات اللازمة التي سمحت للاتحاد السوفيتي بإنشاء قنبلته الذرية الخاصة في أقصر وقت ممكن، وبالتالي وضع حد للاحتكار الأمريكي في هذا المجال. وهكذا، فإن الاستخبارات، التي حصلت على معلومات عن بدء العمل على القنبلة النووية في الغرب، هي التي أعطت الدفعة الأولى التي “أطلقت” المشروع النووي السوفيتي. ثم ساعدت البيانات الاستخباراتية، في وقت لاحق، العلماء النوويين المحليين على المقارنة مع الخبرة الأجنبية فيما يتصل بالأفكار والتطورات الأصلية التي كانوا يقومون بها بأنفسهم، وتحقيق أفضل النتائج. في الوقت نفسه، تم تقليص الإطار الزمني لإتقان الأفكار والتقنيات الجديدة، وتم تجنب الإنفاق غير الضروري للأموال في ظل ظروف ضغوط الوقت الشديدة، على خلفية قيام الولايات المتحدة ببناء ترسانتها النووية.
وقد تم إنشاء القسم “ك”، نوفمبر 1945، ضمن هيكل وكالات أمن الدولة في الاتحاد السوفيتي، وكانت مهمته الرئيسية هي القيام بأعمال مكافحة التجسس في منشآت الصناعة النووية. وتم تجنيد موظفي الإدارة، من الموظفين ذوي الخبرة في وكالة مكافحة التجسس العسكرية “سميرش” (اختصار الموت للجواسيس باللغة الروسية). وتم تطوير نظام كامل من التدابير لمنع تسرب المعلومات التي تشكل أسرارا للدولة وأسرارا عسكرية. علاوة على ذلك، كان الالتزام بنظام السرية في كل الأماكن وليس في المختبرات العلمية أو في مواقع الإنتاج فحسب.
وأتم عملاء مكافحة التجسس السوفيت مهمتهم بنجاح، وبالنسبة للولايات المتحدة، وكما اعترفت واشنطن نفسها، فإن خبر الاختبار الناجح للشحنة النووية الأولى، والذي أجراه الاتحاد السوفيتي في 29 أغسطس 1949، كان بمثابة مفاجأة كاملة، قبل وقت طويل من المتوقع على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي.
وستحتفل الصناعات النووية الروسية بالذكرى الثمانين على إنشائها عام 2025، والتي يعود تاريخها إلى 20 أغسطس 1945، عندما قررت القيادة السوفيتية إنشاء الهياكل التنظيمية اللازمة لتنفيذ المشروع النووي للاتحاد السوفيتي.
المصدر: نوفوستي
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link