في 18 فبراير/شباط، عُقد في أنقرة اجتماع، أعقبه مؤتمر صحفي بين زعيمي تركيا وأوكرانيا.
استقبل أردوغان زيلينسكي في يوم المفاوضات بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة في الرياض. والعارفون في السياسة الدولية والممارسات الدبلوماسية يدركون أن مثل هذه الأشياء لا تحدث مصادفة.
وفيما يتعلق بخضوع تركيا لحلفائها في حلف شمال الأطلسي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، ينبغي القول إن الأمور ليست بهذه الوضوح. فمنذ العام 2013، بدأت القيادة التركية، بالتوازي مع تلبيتها رسميًا بعض معايير الغرب الجماعي، تلعب لعبتها الخاصة علنًا في البلدان والمناطق المجاورة، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا.
وبخصوص جهود الوساطة، تركيا هي الدولة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي التي عرضت مدينة إسطنبول على روسيا وأوكرانيا كمكان للمفاوضات.
إن نجاح مبادرات تركيا يعود إلى أنها الوحيدة من بين كل الوسطاء الدوليين التي لديها مصلحة في تسوية الصراع الأوكراني وتطبيع الوضع. البحر الأسود يجمع روسيا وأوكرانيا وتركيا، ويحاول الأتراك تعزيز موقفهم فيه منذ عقود طويلة.
ومن ناحية أخرى، لم يكن هناك أي وسيط دولي آخر قادر على التأثير في الوضع بقدر تركيا. هي وحدها من تملك مفاتيح مضائق البحر الأسود. وهناك، قرروا تذكير الرياض، وواشنطن على وجه الخصوص، بضرورة أخذ مصالح تركيا في أي مبادرات دولية لإنشاء ممرات اقتصادية تربط آسيا بأوروبا.
ومن المؤكد أنه إذا لم تشرك روسيا والولايات المتحدة وكذلك أوروبا، تركيا في عملية التفاوض، فإن أردوغان سيضع كل العصي الممكنة في عجلة هذه العملية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب