تشير تصريحات ترامب على مدى عقود وحتى الآن إلى نيته في الانسحاب من حلف الناتو وفصل مصالح الولايات المتحدة عن مصالح الدول “الأجنبية”. بيتر بيرغن – CNN
قال ترامب في تجمع انتخابي مؤخرا إنه لن يأتي لمساعدة أعضاء الناتو إذا هاجمتهم روسيا، وهو ما كان الهدف الأساسي للتحالف في المقام الأول. وقال ترامب: لن أحميهم. في الواقع، أود أن أشجعهم على القيام بكل ما يريدون وإلى الجحيم.
ولطالما انتقد ترامب الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بسبب أنها لا تدفع نصيبها العادل. وتؤيد قاعدته الانتخابية هذه الفكرة.
في عام 2014، وافقت جميع دول الناتو على إنفاق ما لا يقل عن 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول هذا العام. ولكن في وقت الاتفاق، كانت ثلاث دول فقط في حلف شمال الأطلسي تفعل ذلك وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليونان.
تجبر الحرب الأوكرانية ألمانيا على إنهاء سياستها المتمثلة في إنفاق مبلغ صغير نسبيا من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع. وبعد ساعات من تصريحات ترامب بشأن حلف شمال الأطلسي، قال المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الاثنين إن حكومته ستفي بالتزامها بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام.
ووفقا لحلف شمال الأطلسي، حققت 11 دولة فقط من أصل 31 دولة في الناتو حصتها من الإنفاق الدفاعي. ولطالما كان إنفاق الولايات المتحدة أكبر من إنفاق حلفائها؛ ففي عام 2023 مثلا أنفقت الدول الأوروبية وكندا 356 مليار دولارعلى الدفاع، بينما أنفقت الولايات المتحدة 743 مليار دولار.
يهاجم ترامب الدول التي يفترض أنها تنهب الولايات المتحدة منذ زمن بعيد؛ ففي عام 1987، دفع ترامب ثمنا باهظا لإعلان في صحيفة نيويورك تايمز، مفاده: على مدى عقود من الزمن، كانت اليابان ودول أخرى تستغل الولايات المتحدة. اجعل اليابان والمملكة العربية السعودية وغيرها تدفع ثمن الحماية التي نقدمها كحلفاء.
واستمرت هذه المواقف أثناء رئاسة ترامب. فقد كان منزعجًا من أنه على الرغم من أن الألمان يمتلكون ثاني أكبر اقتصاد في الناتو، إلا أنهم أنفقوا حوالي 1٪ فقط من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، في حين أنفقت الولايات المتحدة حوالي 4٪.
عندما وصلت المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل إلى واشنطن في أول زيارة رسمية لها في مارس/آذار 2017، أنتج موظفو ترامب رسما بيانيا يوضح أن ألمانيا كان من المفترض أنها متأخرة بقيمة 600 مليار دولار. ولوح ترامب بـ”الفاتورة” لميركل، التي نفت بقولها: “إن هذا ليس حقيقيا”.
في الواقع يبدو ترامب، وفقًا لمستشاريه المقربين، جادًا للغاية بشأن الخروج من الناتو. وعندما تحدثت مع مستشار الأمن القومي السابق لترامب، جون بولتون، في الصيف الماضي في برنامج “في الغرفة مع بيتر بيرغن”، أخبرني أن ترامب “سيعيد النظر بشكل أساسي في فرضية الناتو، وما سيفعله ترامب في ولاية ثانية هو سحب الولايات المتحدة من الناتو نفسه.
سيكون ذلك خطأً فادحًا. إن السبب وراء اختيار ترامب المنتخب حديثا لمحاولة تقويض مثل هذا التحالف الناجح أو حتى تفكيكه هو لغز محير.
المصدر: CNN
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب