منذ أكثر من مليوني سنة، اصطدم كويكب عملاق بالمريخ، ما أدى إلى إحداث ندبات ضخمة على سطح الكوكب الأحمر ونحو ملياري حفرة فردية أصغر.
ومع عدم وجود صفائح تكتونية وقليل من العوامل الجوية، ما يزال المريخ يحمل ندوب هذا التأثير حتى اليوم.
وتظهر هذه الحفر الثانوية عبر منطقة تبلغ مساحتها 1800 كم (1000 ميل)، ما يجعل حدث الكويكب هذا أحد أكبر التأثيرات التي شوهدت على الكوكب الأحمر في التاريخ الحديث نسبيا.
وتشير التقديرات إلى أن الكويكبات الضخمة بما يكفي لإحداث دمار واسع النطاق مثل هذا تصطدم بالمريخ مرة واحدة فقط كل 3 ملايين سنة.
وحدث الاصطدام عند خط استواء المريخ في منطقة أطلق عليها البشر اسم “إليسيوم بلانيتيا”، تاركا خلفه حفرة رئيسية يبلغ عرضها 13.9 كم (8.6 ميل) وعمقها 1 كم (0.62 ميل) تسمى كورينتو.
ويتراوح حجم الحفر الثانوية الناتجة عن الاصطدام من 200 متر (656 قدما) إلى 1.3 كم (0.8 ميل).
وعلى الرغم من أن عمرها 2.3 مليون سنة، إلا أن الحفرة الكبيرة وتوابعها، وبعضها محفور في تدفقات الحمم البركانية الناشئة من قمة بركان المريخ المنقرض “إليسيوم مونس”، تعد حديثة للغاية وفقا للعلماء.
وكتب الفريق في دراسة ذات صلة: “فوهة كورينتو هي فوهة صدمية حديثة في إليسيوم بلانيتيا أنتجت واحدة من أكثر أنظمة الأشعة الحرارية والحفر الثانوية شمولا على المريخ، وتمتد نحو 2000 كم (1243 ميلا) إلى الجنوب وتغطي قوسا بزاوية 180 درجة تقريبا على المريخ”.
وأوضح العلماء كيف استخدموا بيانات التصوير الحراري والمرئي التي جمعتها مركبة استكشاف المريخ المدارية التابعة لناسا لوصف الحفرة وغطاء الشظايا، أو المقذوفات، التي ألقيت في الغلاف الجوي للمريخ بسبب الاصطدام.
وتشير المقذوفات إلى أي مادة “يتم إخراجها” من الحفرة نتيجة لبعض الصدمات. وفي هذه الحالة، تكون المقذوفات عبارة عن قطع من المريخ انطلقت من تجويف الحفرة الرئيسي العملاق الذي تشكل نتيجة اصطدام الكويكب.
وبقياس توزيع الحفر الثانوية الممتدة من كورينتو، وجد الفريق أكبر التركيزات في الجنوب والجنوب الغربي من الحفرة الاصطدامية الرئيسية.
وهناك نقص في المقذوفات شمال الحفرة، والتي يعتقد العلماء أنها تشير إلى أن الكويكب الذي تسبب في هذا الدمار دخل الغلاف الجوي للكوكب الأحمر بزاوية نحو 30 إلى 45 درجة من الشمال أو الشمال الشرقي.
وأشارت أبعد الحفر الثانوية التي عثر عليها العلماء إلى أن بعض المقذوفات الناتجة عن الاصطدام انطلقت لمسافة تصل إلى 1850 كم (1150 ميلا).
واستخدم الفريق بيانات التصوير من أدوات تجربة التصوير عالي الدقة (HiRISE) وكاميرا CTX على متن مركبة Mars Reconnaissance Orbiter (MRO)، ووجدوا أن كل مجموعة من الحفر الثانوية تتميز بمظهر فريد، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى مدى بعدها عن فوهة كورينتو.
وكانت الحفر الأقرب إلى كورينتو نصف دائرية وليس لها مقذوفات خاصة بها، ولديها أيضا حواف مميزة. لكن بعض الحفر البعيدة بدت بيضاوية الشكل.
وأشار الفريق إلى أن الشكل الذي تتخذه الحفر الثانوية يتعلق بالسرعة التي تم بها قذف الشظايا التي خلقتها، وحجم تلك الشظايا، والتكوين السطحي للمنطقة المريخية التي تحطمت عليها.
وكتب الفريق: “إن العدد الكبير من الحفر الثانوية التي شكلها تأثير كورينتو يتوافق مع كون معظم المواد المقذوفة عبارة عن بازلت قوي وفعال”.
والبازلت عبارة عن صخور بركانية تشكلت نتيجة التبريد السريع للحمم البركانية الغنية بالمغنيسيوم والحديد، لذا من المحتمل أن تمثل الشظايا الحمم البركانية التي قذفت سابقا من البركان الذي اصطدم به الكويكب.
المصدر: سبيس
Source link