التقيت رجلا ثلاثينيا لطيفا في كارلايل في ولاية كارولينا الشمالية – بنسلفانيا، يدعى بيري ويعمل مستشارا في مؤسسة الأبالاتشيان للحفاظ على الجمال الطبيعي والتراث. ويعتقد بيري أن كامالا هاريس تخسر في بنسلفانيا. ورغم أنه يحبها أكثر من بايدن ألا أنه ليس أحمقا كي لا يميز أن حملتها تنهار.
لقد كنت سعيدا بحديث بيري معي، لأنه بصراحة، أصبح من الصعب للغاية إقناع الديمقراطيين بالحديث في الآونة الأخيرة. ومثلهم كمثل مشجعي فريق نيويورك ميتس الحزينين، فإنهم يلعقون جراحهم، وليسوا في مزاج للدردشة. في حين أنه قبل شهرين، لم يكن الأمر كذلك؛ ففي أعقاب إقصاء بايدن وتنصيب هاريس مرشحة، كان الديمقراطيون في حالة من النشوة والرغبة في الدردشة.
ولكن بيري كان على استعداد لإخباري بأن “الديمقراطيين أقرب إلى قيمي”. ولديه أصدقاء يصوتون للرئيس السابق ترامب، ولحسن الحظ، لم تنقطع علاقاته كثيرا بسبب ذلك.
وسألت بيري: “ما الذي يلهمك في هاريس؟” فأجابني: “إنها تمنحني الأمل”، قال، وبصراحة كان هذا أفضل عرض لهاريس سمعته في ثلاثة أشهر على الطريق.
وفي وقت لاحق من المساء، التقيت بريان، وهو عسكري سابق، في أوائل الأربعينيات من عمره ومؤيد تماما لترامب. لم يضرب رايان الكثير من نقاط الحديث أو يلقي خطابا، فهو يعتقد فقط أن ترامب قوي، وليس لديه أي فكرة عن من هي هاريس.
وما أعرفه هو أنه بغض النظر عما تخبرك به استطلاعات الرأي، فإن ترامب يفوز في بنسلفانيا. وأنا لا أقول إن الأمر قد انتهى، لكن هذا أكثر من مجرد زخم. لقد بدأ الأمر يبدو وكأنه قدر.
أخبرتني نيكول، التي تعمل مدبرة منزل في فندقي ومن أنصار هاريس، أثناء سيجارة صباحية أنها تحب نائب الرئيس. قلت، “إذا أعطيتك 100 دولار الآن وكان عليك أن تضعها على أحدهما أو الآخر، فماذا تفعل؟” فقالت، وهي تشير إلى لافتة عبر طريق كارلايل القديم، “ترامب”. لم يكن هناك الكثير من الشك في صوتها.
لقد ذكرني هذا برجل تحدثت معه في الليلة السابقة. كانت عائلته تمتلك مناجم الفحم في بنسلفانيا منذ قرن من الزمان، وقال لي: “نحن نبيع الفحم للصين. نود أن نبيعه في الولايات المتحدة، لكننا لا نستطيع”.
وسألته: “هل تعتقد أن هذا سيتغير إذا انتُخِب ترامب؟” فأجابني: “آمل ذلك”.
في الحقيقة تحتاج هاريس إلى بيري ومدبرة المنزل، وهي تمتلكهما نظريا لأنهما ديمقراطيان ولكن ولاءهما هو للحزب وليس لهاريس، وهذه هي المشكلة.
وسواء أحببته أو كرهته أو تجاهلته، فإن ترامب هو ترامب، والناخبون يعرفون ما الذي سيحصلون عليه. لكن هاريس تظل لغزا، ووعدا غامضا مليئا بالكلمات العالية والمتغطرسة، وتكاد تكون شبحا. والأشباح لايفوزون بالانتخابات، وهذا هو السبب وراء خسارة كامالا هاريس في بنسلفانيا، واستعدادها للسقوط أمام ترامب.
إن هاريس، أو الحزب، أو نانسي بيلوسي، أو الرئيس السابق أوباما، أو أي شخص آخر يتولى المسؤولية، بحاجة إلى أن يقرر من هي كامالا هاريس حقا اليوم.
المصدر: فوكس نيوز
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب