AP
Hussein Malla
ذكرت صحيفة “النهار” اللبنانية أن سجن “رومية” شهد حالة الوفاة الثامنة والعدد قابل للارتفاع، بسبب عدم قدرة ذوي السجناء على تأمين كلفة الجراحات الطارئة لهم، وخصوصا مرضى القلب منهم.
وقالت الصحيفة في تقرير عن الأوضاع في السجن، إن ثمة مخاوف أيضا من نفاد أدوية الأمراض المزمنة داخل صيدلية السجن منتصف شهر نيسان القادم.
وتحدثت الصحيفة عن بعض الذين قضوا نتيجة عدم القدرة على دفع تكاليف العلاج، ومنهم الخمسيني غسان صليبي، الذي احتاج عملا جراحيا في القلب، وطيلة 4 أشهر كان يحاول تأمين 7500 دولار اللازم للجراحة، إلا أن الموت عاجله، داخل غرفة العمليات، وكان ما زال بحاجة لـ 800 دولار، كي يؤمن المبلغ كاملا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني أن “الوفيات التي حصلت داخل سجن رومية لم تكن نتيجة تقصير”، وأضاف: “ما نشهده داخل السجن يشبه معاناة الناس خارجه من ناحية القدرة على الاستشفاء والفروقات الكبيرة التي يتوجب على المواطن دفعها في المستشفى”.
وأشار المصدر إلى أن “ميزانية قوى الأمن انخفضت 90 في المئة”، وقال إن “الأولوية اليوم هي للسجناء لأن حريتهم محجوزة” لكن “الفروقات المالية تفوق قدرتنا”.
وحول وفاة سجين آخر بسبب عدم تقديم الخدمة الاستشفائية اللازمة، قالت رئيسة جمعية “نضال لأجل الإنسان” ريما صليبا للصحيفة، إن “سجينين مريضين مهددان بالواقع نفسه، وهما يحتاجان إلى عملية جراحية في أسرع وقت” وذكرت أن الأطباء يفيدون بأن مضاعفات خطيرة “قد تؤدي إلى وفاتهما التي قد تحصل في كل وقت”.
وأكدت صليبا أن “أحد السجناء توفى قبل فترة بسبب التخلف عن إجراء عملية طبية، فيما سجينان آخران مهددان بالموت أيضا”. وقالت إن الجمعية أطلقت حملة تبرعات لحفظ حياة السجينين، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن أن تجمع أكثر من 1500 دولار، من أصل تكلفة العملية البالغة 7 آلاف دولار.
وكشفت صليبا أن “عدد المساجين المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ومستعصية في سجن رومية يبلغ 700 من أصل 4000 سجين”، وأضافت أن حال المساجين وصلت إلى أن يستدينوا من بعضهم لتأمين تكلفة علاج مريض، “لكن حالة من الخوف تسود صفوفهم خوفا من مواجهة مصير مماثل، خصوصا أن المرضى يعانون ويموتون أمام زملائهم في الزنازين”.
وأشارت صليبا إلى أن “قيمة ميزانية قوى الأمن الداخلي تراجعت نسبة لتراجع سعر الصرف، وبالتالي تضاءلت قدرة المديرية على الدفع” وأضافت: “بسبب الظروف، لجأت إدارة السجون إلى التقليل من كميات الطعام المقدمة للسجناء، فبدل تقديم 3 وجبات يومية بزنة 200 غرام للوجبة، يقتصر الغذاء اليوم على وجبتين، بزنة 100 غرام للوجبة الواحدة”.
المصدر: صحيفة “النهار” اللبنانية