نجح قطاع استخراج النفط الأمريكي بتحقيق أرقام غير مسبوقة، مخالفا كل التوقعات. حول ذلك، كتب دميتري ميغونوف، في “إزفيستيا”:
في أوائل ديسمبر، وصل إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي، بلغ 13.3 مليون برميل يوميا. وهذا أكبر قليلاً من أعلى مستوى آخر تم تسجيله على الإطلاق في العام 2019. تمكنت صناعة النفط الأمريكية، وخاصة صناعة النفط الصخري، من تحقيق مفاجأة: على الرغم من عدم كفاية الاستثمار، وانخفاض عدد الحفارات، مقارنة بمستويات ما قبل الوباء، والرغبة في تثبيت الأرباح، والعلاقات العدائية مع الإدارة الأمريكية الحالية، فإن إنتاج النفط ينمو بشكل مطرد. لماذا؟
بحسب مدير معهد الطاقة والمالية مارسيل صالحوف، يمكن تحديد عدة أسباب رئيسية: أولا، الزيادة في كفاءة حفر الآبار الأفقية، والتي جرى تسهيلها من خلال توحيد الصناعة ومشاركة اللاعبين الكبار. وقد أدى ذلك إلى زيادة في الأحجام وخفض تكلفة تمويل الاستثمارات، حتى في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة الحالية؛ ثانياً، سياسة أوبك+ لخفض الإنتاج تساعد شركات النفط الصخري الأمريكية على زيادة الإنتاج دون خوف من انخفاض قوي في الأسعار؛
وثالثا، الوضع في الاقتصاد الأمريكي موآت للغاية، على الرغم من تشديد السياسة النقدية. على سبيل المثال، في الربع الثالث، سجل الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة نمواً بنسبة 4.9% على أساس سنوي.
وقال صالحوف إن الاقتصاد القوي يؤدي إلى زيادة استهلاك المنتجات البترولية ويدعم الإنتاج المحلي.
فماذا سيحدث بعد؟
في الوقت الحالي وخلال الأشهر القليلة المقبلة، سيهيمن النفط الأمريكي على السوق، ما يؤدي تدريجياً إلى تآكل حصة الموردين الآخرين، بما في ذلك أوبك+. لقد أصبح من الواضح لماذا توقفت أسعار النفط عن الارتفاع، على الرغم من الجهود المتواصلة التي يبذلها الكارتل وأقرب حلفائه للحد من الإنتاج. فضلاً عن ذلك، فإن نمو الاستهلاك لا يزال يبدو ضعيفًا إلى حد ما، نظرًا للانكماش في الصين، وضعف حالة الاقتصادات الأوروبية، والتباطؤ التدريجي في الولايات المتحدة ذاتها.
وستعتمد التوقعات بعيدة المدى على العديد من العوامل، بدءا من تطورات أسعار الفائدة في البنك المركزي إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب