تتحدى دراسة جديدة النظريات العلمية الراسخة حول الأجسام الجليدية الكامنة في أبعد حدود النظام الشمسي، بما في ذلك “رجل الثلج الفضائي”.
ويشبه الجسم الغريب، المسمى بالتيما ثولي أو أروكوث، أو 2014 MU69، والمعروف رسميا باسم Kuiper Belt Object 486958 Arrokoth، شكل رجل الثلج. وفي عام 2019، أجرت مركبة الفضاء “نيو هورايزونز” أبعد تحليق على الإطلاق عندما قامت بتحليل بالتيما ثولي.
وما شاهدته المركبة الفضائية كان عبارة عن صخرة فضائية مزدوجة الفصوص تشكلت خلال التكوين المبكر للنظام الشمسي. وهذا يعني أنها بمثابة كبسولة زمنية للماضي القديم.
وفي الدراسة الجديدة، ألقى فريق من العلماء من جامعة براون ومعهد SETI ضوءا جديدا على بالتيما ثولي الذي يعتقدون أنه يحتوي على مخازن ضخمة من الجليد القديم الذي تشكل منذ مليارات السنين.
واستخدم العلماء نموذجا جديدا لدراسة كيفية تطور المذنبات. ووفقا لمحاكاتهم الجديدة، فإنهم يعتقدون أن بالتيما ثولي قد يكون واحدا من العديد من الصخور الفضائية في حزام كويبر التي تحتوي على مخازن من الجليد القديم.
ويقع حزام كويبر في المنطقة الخارجية للنظام الشمسي. وهي مكونة من صخور فضائية قديمة تعود إلى التكوين المبكر للنظام الشمسي، منذ نحو 4.6 مليار سنة.
وقبل الدراسة الجديدة، لم يكن العلماء متأكدين مما إذا كانت هذه الصخور الفضائية ستحتوي على جليد يعود تاريخه إلى النظام الشمسي القديم.
والآن، يعتقد الفريق الذي يقف وراء الدراسة الجديدة أن الظروف مناسبة لأجسام حزام كويبر لتخزين الجليد الذي لم يذب أبدا على مدى مليارات السنين.
وقال سام بيرش، عالم الكواكب في جامعة براون وأحد الباحثين في جامعة براون في بيان صحفي: “لقد أظهرنا هنا في عملنا، باستخدام نموذج رياضي بسيط إلى حد ما، أنه يمكن الاحتفاظ بهذا الجليد البدائي محبوسا عميقا داخل الأجزاء الداخلية لهذه الأجسام لأوقات طويلة حقا. كان معظم مجتمعنا العلمي يعتقد أن هذا الجليد يجب أن يختفي منذ فترة طويلة، لكننا نعتقد الآن أن هذا قد لا يكون هو الحال”.
وفي ورقتهم البحثية، يصف بيرش والمؤلف المشارك أوركان أومورهان، وهو عالم أبحاث كبير في معهد SETI، نموذجهم الجديد بالتفصيل.
وتتحدى دراستهم النماذج التطورية الحرارية الموجودة التي لم تتمكن من حساب طول عمر الجليد الذي يكون حساسا لدرجة الحرارة مثل أول أكسيد الكربون.
والآن، يوفر النموذج الجديد سببا لطول العمر هذا. ويشير ذلك إلى أن الجليد شديد التقلب في هذه الصخور الفضائية يمكن أن يبقى في نفس الحالة لمليارات السنين.
حزام كويبر “القنابل الجليدية” في النظام الشمسي
تظهر الدراسة الجديدة أن أجسام حزام كويبر تعمل بمثابة “قنابل جليدية” خاملة. وذلك لأنها تحافظ على الغازات المتطايرة لمليارات السنين. وإذا أدت التغيرات المدارية إلى اقترابها من الشمس، فإنها تصبح غير مستقرة ويمكن أن تنفجر.
وأوضح أومورهان: “الأمر الأساسي هو أننا صححنا خطأ عميقا في النموذج الفيزيائي الذي كان الناس يفترضونه لعقود من الزمن بالنسبة لهذه الأجسام الباردة والقديمة للغاية. ويمكن أن تكون هذه الدراسة المحرك الأولي لإعادة تقييم نظرية التطور والنشاط الداخلي للمذنب”.
المصدر: Interesting Engineering
Source link