وبعد اللقاء، قال نواف سلام: “لدي بعض الأمور التي أريد أن اصارح بها اللبنانيات واللبنانيين، وهي تتعلق بتشكيل الحكومة، وتشغل بالهم، بل تجعل البعض يشكك بالمعايير التي وضعتها، وبالأسلوب الذي اتبعته، أو حتى الحكم مسبقا على الحكومة المقبلة”.
إقرأ المزيد
وأضاف سلام: “أول ما يهمني ان أقوله لكم (للبنانيين) هو أنني أسمعكم جيدا، طموحاتكم وتطلعاتكم هي بوصلتي، وأود ان أطمئنكم إلى أنني أعمل على تأليف حكومة تكون على درجة عالية من الانسجام بين أعضائها، وملتزمة بمبدأ التضامن الوزاري، وهذا الأمر ينسحب على كل الوزراء من دون استثناء، وأكرر من دون استثناء”.
وأردف: “بكلام أوضح، أعمل على تأليف حكومة إصلاح تضم كفاءات عالية، ولن اسمح ان تحمل في داخلها إمكانية تعطيل عملها بأي شكل من الاشكال (كرر الجملة مرتين). ومن أجل هذه الغاية، وكما قلت سابقا، عملت بتأن وصبر. ففي عملية التأليف التي يعتبر البعض أنها طالت، أواجه عادات موروثة، وحسابات ضيقة، يصعب على البعض أن يتخلى عنها أو أن يتقبل أسلوبا جديدا في مواجهتها، لكنني مصر على التصدي لها وعلى الالتزام بالدستور وبالمعايير التي سبق واعلنتها. طبعا هناك من قال ويقول ان الدستور لا يفرض المعايير التي وضعتها، كمثل استبعاد المرشحين الى الانتخابات من الدخول الى الحكومة، او عدم توزير حزبيين. هذا صحيح، ولكن ليس في الدستور ما يمنع ذلك، فهذا اختياري لهذه المرحلة لأنه ضمان إضافي لاستقلالية عمل الحكومة ولنزاهة الانتخابات المقبلة وحياديتها”.
وتابع سلام: “أما موضوع الحزبيين، فأنا ادرك تماما أهمية دور الأحزاب في الحياة السياسية، بل إنني من المؤمنين أنه بلا أحزاب لا تستقيم الحياة السياسية في أي بلد، لكنني في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية، اخترت تغليب فعالية العمل الحكومي على مخاطر التجاذبات الحزبية داخل الحكومة، وذلك للتصدي للمهمات الجسيمة التي تنتظرنا. فما نحن أمامه، هو عمليا إرساء قواعد الإصلاح لإعادة بناء لبنان بما يليق بأبنائه، بما يليق بكم أيها اللبنانيات واللبنانيون، أنتم الذين منحتموني ثقتكم. أما المعايير الأخرى التي تحدث عنها البعض، فلا علاقة لي بها من قريب أو بعيد، فمنهم من قال بحصّة وزارية لكل أربعة أو خمسة نواب، هذه معايير وضعوها هم ولا يمكن محاسبتي عليها، فمعاييري أنا هي التي سبق وأعلنتها أمامكم منذ أسبوع. وأعيد أن خياراتي هذه هي تعبير عن وفائي للثقة التي اوصلتني إلى المسؤولية الملقاة على عاتقي، ولن افرط بها.”
وختم رئيس الحكومة المكلف: “أعرف أنني أواجه حملات عديدة ظاهرها حق، ولكن مقصدها في أحسن الأحوال مجحف. ولكنني أؤكد أنه رغم كل ما قيل ويقال، فإنني مستعد لأن أدفع من رصيدي الشخصي اليوم وغدا وبعد غد ومهما اقتضى الامر، من أجل أن نصل معا إلى حكومة تضع لبنان على طريق الإصلاح وإعادة بناء الدولة. هذا هو همي الأول والأخير، وليس حماية نفسي من جرح أو تجريح من هنا وهناك. رهاني هو رهانكم أيها اللبنانيات واللبنانيون، على إعادة بناء الدولة، فالإنقاذ كما الإصلاح لا يحصل بـ”كبسة زر”، ولكن لا مجال إلا أن نثق بأنفسنا وبالفرصة المتاحة امامنا ونمضي قدما، ولن نضيع هذه الفرصة”.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});