RT
الباحث في شؤون البلقان دانييل راستيغايف، كتب في “إزفيستيا” كيف تمكّنت روسيا وصربيا من تعزيز التعاون بينهما رغم ضغوطات الغرب:
بلغت روسيا وصربيا الآن ذروة الشراكة بينهما: فالتجارة البينية تنمو بسرعة، والتفاعل السياسي يُذكّرنا، على نحو متزايد، بحالة تحالف. فيما تحاول قيادتا البلدين التغلب على أكبر عدد ممكن من العقبات في هذه الموجة بينهما. ومع ذلك، ليست بلغراد وموسكو في الوضع الذي ينشدانه من الاستقرار. بل إن الشراكة القديمة-الجديدة تبدو أقرب إلى إدارة ناجحة للأزمات: في لحظة حرجة، تمكنت الدولتان من إيجاد “شركاء موثوقين في المحنة” في بعضهما البعض”.
يُظهر المخطط العام للتفاعل بين روسيا وصربيا براغماتية عارية من فئة “مجرد بزنس”: يمكن للبلدان (صاحبة المصلحة في التعاون)، وفقًا لمبادئ مكيافيلي، دون إلزام بعضها البعض بشراكةٍ صارمة، أن تبني بشكل فاعل حوارًا مربحًا في المجالات التي تهمها. صربيا، التي لديها مخاوف جدية بشأن السيادة على كوسوفو، تتمتع بالدعم الروسي؛ وتستخدم موسكو بدورها خدمات بلغراد للتغلب على العقوبات الغربية. وحتى قضايا الذاكرة التاريخية، التي يرفعها البلدان إلى مرتبة القيم الأساسية، لا تخلو من البراغماتية. لقد تبين أن روسيا وصربيا، في أوقات الأزمات، يمكن أن تقدم كل منهما للأخرى ما يمكن أن يفيدها: بيع أو شراء مزيد من السلع؛ الدفاع عن منصب في منظمة دولية؛ المساهمة في استدامة الذاكرة التاريخية. يناسب هذا التنسيق كلاً من موسكو وبلغراد بشكل جيد. وبهذا المعنى، إن لم يكن الآخر صديقًا، فمن المؤكد أنه شريك في المحنة”.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب