عبد العزيز بن صالح التويجري كان وصل مع دعاة آخرين من زملائه إلى غينيا الواقعة في أقصى غرب القارة الإفريقية على سواحل المحيط الأطلسي بدعوة من أحد الدعاة للمشاركة في بعثة خيرية لبناء مسجد في منطقة غينيا العليا بشرق البلاد.
التويجري يوصف بأنه كان داعية سعوديا معروفاـ كان كرس نفسه لنشر الإسلام وعمل في هذا المجال بمناطق مختلفة في إفريقيا لعدة سنوات.
قبل يوم من عملية الاغتيال، ألقى الداعية السعودي التويجري واثنين آخرين من الدعاة السعوديين خطبة في “كانتيبالاندوغو”، وهي قرية تقع بين مدينتي كانكان وكرواني بشرق غينيا.
بعض سكان هذه القرية من معتنقي الديانات المحلية التقليدية لم ترق لهم الخطبة، وأضمر أربعة منهم الشر للداعية السعودي وقاموا برصد الطريق التي سيسلكها أثناء مغادرته ونصب كمين له.
ترصد هؤلاء الأشخاص الداعية السعودي ومرافقيه وأطلقوا النار عليه فيما كان يركب دراجة نارية مع سائق من سكان القرية في طريقه على سيارته، وأصابوه برصاصتين في الصدر.
الهجوم المسلح تسبب في مقتل الداعية عبد العزيز بن صالح التويجري على الفور وإصابة سائق الدراجة النارية بجروح خطيرة نقل إثرها إلى مستشفى مدينة كانكان، في حين نقل جثمان التويجري إلى بلاده بعد أوصلت في البداية إلى العاصمة الغانية كوناكري.
ذُكر في نفس الوقت أن داعية آخر كان يرافق التويجري هو أحمد المنصور نجا من الهجوم المسلح ولم يتعرض، بحسب تقارير صحفية، لأي أذى.
السلطات الغانية بدورها أعلنت وقتها أنها تمكنت من الكشف عن ملابسات هذه الجريمة التي وقعت في منطقة تبعد عن العاصمة كوناكري بمسافة 500 كيلو متر، وحددت هوية القاتل وقبضت عليه بعد تعقب أثره ومراقبة منزله.
تقارير صحفية كشفت في ذلك الحين أن القاتل يدعى يوسف كانتي ويبلغ من العمر 27 عاما، وأنه كان يعمل في مجال التنقيب غير الشرعي عن الذهب في المنطقة، وأن شركائه في الجريمة جميعهم من سكان قرية “كانتيبالاندوغو”.
مجموعة من السعوديين تتكون من ستة أشخاص كانت تعرضت قبل ذلك في ديسمبر 2009 إلى هجوم مسلح في منطقة تيلا بيري الصحراوية بغرب النيجر بالقرب من الحدود مع مالي.
السعوديون الستة وهم من عائلة واحدة، كانوا في رحلة صيد ضمن قافلة من السيارات في هذه المنطقة النائية التي تبعد عن عاصمة النيجر نيامي بمسافة 150 كيلو مترا، حيث تعرضوا لإطلاق نار من قبل مجهولين ما أدى إلى مقتل اربعة سعوديين أحدهم توفى لاحقا بعد أن كان تعرض لإصابة خطيرة، كما تعرض اثنين آخرين من السعوديين لإصابات خطيرة جراء الهجوم المسلح، نتج هنها بتر ساقي أحدهما.
السعودية أرسلت طائرة إلى النيجر أعادت جثامين القتلى الأربعة والمصابين الاثنين إلى بلادهم، فيما أعلنت سلطات النيجر عقب ذلك أنها ألقت القبض عن المسؤول عن الهجوم وجرت إدانته بالجريمة أمام المحكمة.
هذا المدان ويدعى علي الحسن ولد محمد، ويشتهر بلقب الشيباني، كان فر مع 22 آخرين، إثر اضطرابات وأعمال عنف حدثت في سجن عاصمة النيجر نيامي في يونيو 2013. بعد مرور ثلاثة أشهر أعيد القبض على “الشيباني” في مدينة كيدال بشمال مالي.
السعودية لا تبعد كثيرا عن القارة الإفريقية، وسواحل المملكة الغربية على البحر الأحمر تقابل سواحل القارة السمراء الشرقية، إلا أن الأوضاع الأمنية في معظم أرجاء القارة الإفريقية تزداد سوءا منذ عقود نتيجة للنزاعات المسلحة المتفشية والصراعات القبلية الدامية ناهيك عن صعوبة التنقل في الأدغال والصحاري المترامية، ما يعرض أصحاب أي نشاط هناك لأخطار جسيمة. هذا الأمر تبين بجلاء مرتين في فترتين متباعدتين بدماء سعودية خضبت رمال القارة السمراء.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
انتقام “كادوغو” الرهيب من سيد “القصر الرخامي”!
كان اغتيال رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية لوران كابيلا حدثا صادما يعكس الفوضى العارمة في هذا البلد الواقع وسط إفريقيا، والذي يعد ثاني أكبر دولة فيها من حيث المساحة بعد الجزائر.
وباء يترصد فرائسه مثل وحش!
حدث أكبر تفشي لوباء إيبولا في غرب إفريقيا بين عامي 2014 – 2016، ونجحت الجهود العالمية في إنهاء الجائحة في 14 يناير 2016، إلا أ، تفشي الوباء تواصل في عدة مناطق من إفريقيا.
فيروس “الجمعة 13” القادم من إسرائيل
جرت حادثة فيروس جيروساليم الإلكتروني المعروف أيضا باسم “الجمعة 13” في عام 1988، وأصبحت إحدى أشهر الهجمات الفيروسية التي تستهدف أجهزة الكمبيوتر.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});