Gettyimages.ru
يطالب ليون هادار في ناشيونال إنترست الولايات المتحدة أن تستفيد من حكمة وزير خارجيتها السابق، هنري كيسينجر، لتعزيز السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ووضع حد للقتال الدائر.
يستشهد الكاتب بنجاح دبلوماسية كيسينجر حين أخرج مصر من ساحة الصراع مع إسرائيل بعد حرب 1973. وكان هدفه حينها دمج مصر في نظام شرق أوسطي جديد تقوده الولايات المتحدة. وبالرغم من أن كيسينجر دعم إسرائيل بالأسلحة وساعدها على تغيير دفة الصراع لصالحها، إلا أنه لم يسمح لها بإرغام الجيش المصري على الاستسلام، كما لم يسمح بإذلال الرئيس المصري أنور السادات.
ولو سمح كيسينجر بانتصار كامل لإسرائيل لما استطاع “سيد اللعبة” تحقيق دعائم مخططه الكبير وهو إنجاز السلام بين مصر وإسرائيل.
يواجه بايدن اليوم واقعا استراتيجيا مماثلا في الشرق الأوسط. فقد أكد التزامه بالدفاع عن إسرائيل وزودها بالمال والسلاح، لكن وزير خارجيته، أنتوني بلينكن، فشل في تحقيق الجانب الدبلوماسي المطلوب أمام تعنّت الحكومة الإسرائيلية ورفض رئيسها، نتنياهو، وقفا مؤقتا لإطلاق النار لإدخال المساعدات الإنسانية.
لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تضع شروطا للدعم الذي تقدمه، وأن لا تعطي إسرائيل فرصة النصر الكامل غير المشروط. ومن ضمن الشروط إنشاء دولة فلسطينية مستقلة في الضقة الغربية والقطاع، وهي فكرة تحظى بدعم 35% من الجمهور الإسرائيلي وأحزاب يسار الوسط.
إن اتباع نهج دبلوماسي ذكي من قبل الولايات المتحدة سوف يمكّنها من المضي قدما لتطبيع العلاقات بين العالم العربي وإسرائيل، لاسيما التطبيع بين إسرائيل والسعودية. كما يمكن ضمان مستقبل مشرق لقطاع غزة حتى لو استغرقت الجهود الدبلوماسية بضع سنوات، ريثما يتم إجراء انتخابات حرة في الضفة الغربية والقطاع، وإنجاز الإعمار الاقتصادي. ومن يعلم؟ فقد تتحقق عبارة لياسر عرفات الراحل بأن غزة يمكن أن تكون “سنغافورة” الشرق الأوسط.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب