Globallookpress
تابعوا RT على
علق أستاذ التاريخ المعاصر والمحلل السياسي المصري الدكتور أحمد الصاوي في حديث لـ “RT” على قبول “حماس” وقف إطلاق النار ورد الفعل الإسرائيلي.
وقال الصاوي: “خلال اليومين الأخيرين أبدت أمريكا اهتماما كبيرا بمسار المفاوضات مع حماس ودعتها إلى القبول بالاتفاق المطروح أمامها من قبل الوسطاء بمصر وقطر بل أن بيرنز مدير CIA حضر بشحمه ولحمه للقاهرة ليراقب عن كثب مواقف وفد حماس وزاد على ذلك مغادرته للدوحة مقتفيا أثر وفد حماس”.
إقرأ المزيد
وأضاف: “وخلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة شهدنا وهجا لسياسة حافة الهاوية بهجوم للقسام على منطقة كرم أبي سالم (وليس على المعبر) وبإعلان تل أبيب عن شن عملية عسكرية محدودة في شرق رفح مع دعوة السكان لمغادرتها.. نهاية هذا اليوم أعلنت حماس أنها وافقت على الاتفاق وبدا الأمر وكأننا نأينا بعيدا عن حافة الهاوية مثلما حدث في أزمة خليج الخنازير حتى أن سكان رفح نفضوا عن كاهلهم غبار الموت الوشيك وأظهروا الفرح بقرب انتهاء معاناة قاسية وقياسية في تاريخ الإبادة الجماعية”.وتابع: “لم يكن هناك جديد يذكر في ردة الفعل الإسرائيلية والتي تقاسمها طرفي حكومة الحرب من اليمنيين ومن الدينيين الأشد تطرفا فكلاهما رفض ما وافقت عليه حماس وأعلن، وإن بشكل غير رسمي إلى الآن أن تل أبيب ترفض الصيغة التي وافقت عليها حماس، والتي وصفت بأنها صيغة توافقية لكل من واشنطن والقاهرة والدوحة وليست الصيغة التي تقترحها تل أبيب”.وأشار إلى أن “هذا الموقف لم يفاجئ أحدا في جلية الأمر، لكن المريب أن واشنطن قابلت خبر موافقة حماس ببرود وتحفظ كبيرين مؤكدة أنها تنتظر موقف حكومة نتنياهو وكأنها لم تكن طرفا في صياغة الاتفاق ووسيطا يطارد حماس بين القاهرة والدوحة للموافقة على تلك الصيغة، يبدو أننا أمام مناورة أمريكية حادة تراوغ بها لغسل يديها مما سيجري في رفح، فهي أمام أصدقائها العرب فعلت كل ما بوسعها وضغطت وحذرت ولكن الأمر في النهاية بيد الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تل أبيب، وهي أمام الضغط المتزايد في أمريكا وأوروبا لوقف الحرب قد ألقت بثقلها ومخابراتها من أجل اتفاق التهدئة وفعلت كل ما في طاقتها لحقن الدماء التي ستسيل أنهارا في رفح، وحذرت تل أبيب من أي عمل عسكري بدون ترتيبات لحماية المدنيين في رفح وأدخلت المساعدات وسمحت بها بل وتشيد رصيفا بحريا لذات الغرض أمام غزة ومن حر أموالها”.وتابع: “ما أشبه الليلة بالبارحة عندما غضت الطرف عن استخدام الفيتو ضد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان فذاك قرار لم تعترض عليه أمريكا ولم تسمح بتنفيذه لأنه في رأيها قرار غير ملزم ومن ثم لم تضغط على تل أبيب للقبول به”.وختم: “نحن أمام مناورة حادة ومراوغة لا يمكن لها أن تخفي حقيقة أن البلد الذي يورد الأسلحة والذخائر ويخصص مساعدات سخية بمليارات الدولارات للكيان الغاصب هو شريك بل وطرف أصيل فيما جرى بفلسطين منذ النكبة الأولى وما سيجري في رفح خلال الساعات القادمة حيث بدأ جيش الاحتلال فعليا الهجوم على شرق رفح وهاجم بالدبابات الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري ودمر مبانيه ليقضي على الفرحة التي ارتسمت على وجوه أهل غزة لسويعات قليلة”. المصدر: RTتابعوا RT على