علق خبراء مصريون على وصول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في قطر إسماعيل هنية إلى القاهرة لإجراء مفاوضات حول الهدنة في غزة، وتبادل الرهائن والأسرى.
إقرأ المزيد
وقال الخبير العسكري المصري اللواء محمد عبد الواحد: “هنية يزور القاهرة لإيجاد سبل أخرى لعملية سياسية عقب انسداد في الأفق السياسي، موضحا أنه في مطلع الأسبوع الحالي طلبت إسرائيل من الوسطاء مصر وقطر، عرض وجهة نظرها في صفقة لتبادل الأسرى بهدنة إنسانية بسيطة”.وأشار عبد الواحد إلى أن مضمون الهدنة كان الإفراج عن السجناء النساء وكبار السن، الموجودين لدى حماس في مقابل الإفراج عن شخصيات كانت محكوم عليها في السجون الإسرائيلية، وهذا أمر كان مرفوض من قبل، ولكن وافق الجانب الإسرائيلي عليه، في مقابل كبار السن والنساء.وتابع الخبير العسكري: “رفضت حركة حماس هذا المقترح وطالبوا بأن ترتبط هذه الصفقة بوقف إطلاق النار قبل الحديث عن أي مفاوضات، وهذا الأمر تم رفضه من قبل الجانب الإسرائيلى، بالإضافة إلى تصميم حماس على أن تكون الصفقة متكاملة مقابل افراج كلي مع وقف إطلاق النار وخروج قوات الإسرائيلية من غزة إلى بداية ماقبل 7 أكتوبر اماكن تمركزها خارج قطاع غزة “غلاف غزة”، وهذا الأمر تم طرحه من قبل حماس وإسرائيل أيضا”.وأوضح اللواء محمد عبد الواحد أن دور مصر وقطر يقتصر فقط على الوساطة، وهو السماع لجميع الأطراف ومحاولة طرحه على الاخر، وإيجاد مساحات مشتركة لتقريب وجهات النظر بما لديهم من خبرة، منوهاً إلى خبرات مصر الكبيرة في التفاوض والمصالحة والوساطة في تقريب وجهات النظر، إضافة إلى علاقاتها الطيبة مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية، الأمر الذي يجعلها وسيط مقبول لدى جميع الأطراف، وبالتالي هي تستغل هذه الخبرات السابقة في محاولة لوقف إطلاق النار في المنطقة.وأضاف المتحدث: “أتخيل أن طموحات حماس كبيرة، وطلبهم لوقف إطلاق النار وخروج القوات الإسرائيلية أمر مستبعد وهذا من قرائتي الشخصية للموقف، لأن وقف إطلاق النار يعني خسارة إسرائيل”.وتابع عبد الواحد: “إسرائيل لم توقف إطلاق النار، وليس ذلك فحسب فالولايات المتحدة الأمريكية تعمل على مشروع اسرائيلي امريكي في المنظقة، لم ينتهي بعد، وبالتالي من الصعوبة بمكان وقف إطلاق النار حتى يتم هذا المشروع، مشيراً إلى فكرة التحالف الوطني في البحر الاحمر، وهي تخدم المصالح الأمريكية للتواجد في اليمن بصورة شرعية، وهناك قوات أمريكية كبيرة جدا في المحافظات الجنوبية والشرقية، واليمن”.وأكد الخبير العسكري: “الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل يريدون موطأ قدم في اليمن، وفكرة الحوثي وممارساتها في البحر الأحمر لكي يشكلوا تحالف في المنطقة لتأمين البحر الاحمر، بالرغم من وجود عسكرة رهيبة فيه وفي خليج عدن والمتوسط، والأسطول الخامس بالبحرين، والقيادة المركزية الأمريكية في قطر وقاعدة أمريكية في جيبوتي امام اليمن، بالتالي كان من الأولى وقف إطلاق النار في هجمات الحوثي وليس هذا التحالف”.ويستنتج اللواء أحمد عبد الواحد من ذلك، أن وقف إطلاق النار إذا تم سيتم وقف عمليات الحوثي ضد السفن الإسرائيلية، وبالتالي ليس هناك داعي لهذا التحالف الذي سيوقف طموحات الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن، متخيلا أنه من الصعوبة بمكان وقف إطلاق النار في هذه الفترة.من جانبه، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسن بديع إن زيارة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للقاهرة لتكون الثانية من نوعها لمصر خلال شهري نوفمبر وديسمبر بسبب الحرب التي تشن علي عزة من قبل العدو الصهيوني.وأوضح أنه تكتسب زيارة هنية لمصر أهمية خاصة نظرا لاحتدام الموقف في غزة و بوادر الهزيمة العسكرية لإسرائيل في غزة بعد الفشل الذريع في تحقيق أي من أهداف الحرب، واشتعال الموقف في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين على السفن المتجهة للكيان الصهيوني في المظهر العربي العسكري الوحيد الداعم للمقاومة، ووصول الوساطة العمانية في هذا الصدد إلى طريق مسدود بجانب وجود العديد من السيناريوهات المطروحة لقطاع غزة بعد إيقاف الحرب والتي تقدم من الإدارات الغربية وكلها معادية للمقاومة ولا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني.وأشار إلى أن ذلك خاصة بعد التضحيات الهائلة المقدمة من الشعب الفلسطيني، حيث تصر المقاومة مع اقتراب المهلة المحددة من أمريكا بإنهاء العمليات العسكرية في غزة في أخر ديسمبر الحالي على أن تكون طرفا أساسيا في أي شكل سياسي سواء في إدارة القطاع أو فلسطين خاصة بعد الشعبية الضخمة التي حصلت عليها في الشارع الفلسطيني، وكذلك يتم بحث كيفية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وتبيض السجون الإسرائيلية وانسحاب القوات الصهيونية من القطاع والوصول لاتفاق هدنة طويل يسمح ببدء مفاوضات سلام.وتابع: “كذلك يتم بحث الشكل الأمثل للدولة الفلسطينية واستبعاد فكرة أن تكون منزوعة السلاح وأيضا شكل الانتخابات التشريعية الفلسطينية وإمكانية انضمام حماس بشروطها لمنظمة التحرير الفلسطينية”.المصدر: RTالقاهرة – ناصر حاتمتابعوا RT على