خبراء لـRT: تعيين تيتيه يعكس توافقا دوليا وتحديات كبيرة في المشهد الليبي

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.




وإلى جانب الترحيب بخطوة تعيين المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا، لاقت الخطوة أيضا تساؤلات حول دلالاتها ومدى تأثيرها على مستقبل العملية السياسية في ليبيا.
التحديات التي تواجه تيتيه في ليبيا.. مهمة شاقة في مشهد متشابك:
في ظل تعقيد المشهد الليبي، تتجه الأنظار نحو التحديات التي ستواجه المبعوثة الأممية الجديدة، والتي تتطلب حلولا تتجاوز مجرد إدارة الأزمة إلى محاولة تحقيق اختراق حقيقي في مسار الحل السياسي.
حسام الدين العبدلي: “تيتيه في مواجهة معقدة بين الداخل الليبي والخارج الدولي”.
في حديثه لـ RT، أوضح المحلل السياسي حسام الدين العبدلي، أن التحديات التي تواجه هانا تيتيه، تبدأ من الداخل الليبي وتتشابك مع التعقيدات الدولية والإقليمية.
وقال العبدلي: “التحدي الأكبر أمام تيتيه، هو رفض الأطراف الليبية المسيطرة حاليا التخلي عن مواقعها لصالح الانتخابات، مما يعني أن أي محاولة لإجراء انتخابات جديدة ستواجه مقاومة شديدة”.
وأضاف: “روسيا، في اعتراضها السابق على تعيين تيتيه، كانت تشير إلى مخاوف حقيقية من تكرار الفشل السابق في إدارة البعثة الأممية، حيث تم تجاهل أهمية التوافق الدولي والثقة بين الأطراف الليبية، هذه النقاط ستظل تحديات أساسية أمام المبعوثة الجديدة”.
وأشار العبدلي إلى أن التناقضات الدولية بشأن الملف الليبي، خاصة بين القوى الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة، ستضع تيتيه في موقف صعب يتطلب توافقا دوليا حقيقيا لتسهيل مهمتها.
محمد محفوظ: “التوافق على تيتيه يعكس إدراكا دوليا بضرورة إنهاء الانسداد السياسي”.
في حديثه لـ RT، أكد المحلل السياسي محمد محفوظ أن موافقة روسيا على تعيين هانا تيتيه، تأتي في سياق رغبة دولية في دفع العملية السياسية قدما، مشيرا إلى أن الخيارات الأخرى لحل الأزمة الليبية قد استنفدت تماما.
وأوضح محفوظ: “المسارات التي كانت تقودها الأطراف الليبية، مثل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، أثبتت فشلها التام، هذا الجمود السياسي يهدد استقرار ليبيا، بل ويهدد المصالح الدولية المرتبطة بالبلاد، من خلال احتمال اندلاع صراع مسلح أو تقسيم فعلي للبلاد”.
وأضاف: “الموافقة الروسية على تعيين تيتيه، تعد مؤشرا واضحا على أن هناك إدراكا دوليا بأن استمرار الانسداد السياسي لم يعد خيارا، كما أن هذه الخطوة قد تساعد في تعزيز ولاية البعثة الأممية بعد الشكوك التي دارت حولها في الأسابيع الماضية”.
وأشار محفوظ إلى أن نجاح المبعوثة الجديدة يعتمد على قدرتها على الاستفادة من التوافق الدولي الحالي، وتقديم مبادرات جديدة تدفع بالأطراف الليبية نحو حل سياسي شامل.
موسى تيهوساي: “التوافق الدولي يهدف إلى استقرار الوضع الحالي”
من جانبه، قال الكاتب الصحفي موسى تيهوساي في حديثه لـ RT إن تعيين هانا تيتيه، جاء بعد توافق دولي طويل في مجلس الأمن.
وأضاف تيهوساي: “هناك رسائل واضحة خلف هذا التعيين، أبرزها أن القوى الدولية تريد استقرار الوضع الراهن في ليبيا، وضمان استمرار تدفق النفط وحماية التعاقدات الاقتصادية، مع تقليل احتمالات عودة الاصطفافات المسلحة”.
واستطرد قائلا: “المبعوثة الجديدة قد تواجه صعوبة في التعامل مع تعقيدات الملف الليبي، لكنها ستكون على الأرجح أداة لإدارة الأزمة بدلا من حلها، مع تركيز الجهود الدولية على قضايا أكثر أولوية مثل استقرار أسواق الطاقة والأزمات العالمية الأخرى”.
تعيين هانا تيتيه مبعوثة أممية إلى ليبيا لا يعكس توافقا دوليا على أهمية الحفاظ على استقرار البلاد فحسب، بل يضعها أيضا أمام تحديات كبرى تتعلق بقدرتها على معالجة الانقسامات الداخلية وإدارة التناقضات الدولية.
نجاحها سيعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي الموحد وإرادة الأطراف الليبية في التوصل إلى تسوية سياسية حقيقية.
المصدر: RT

إقرأ المزيد

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.