وشدد الخبراء في حديثهم لـ RT على أن هذه التصريحات المتهورة تكشف عن عدوانية اليمين الإسرائيلي ورفضه للحلول الدبلوماسية.
وأوضح الكاتب والباحث في العلاقات الدولية محمد الحبابي أن تصريحات نتنياهو تأتي في سياق محاولة يائسة لصرف الأنظار عن فشله في القضاء على حركة حماس، وفشله في إعادة كامل المحتجزين الإسرائيليين، وفشله في إقناع الشارع الإسرائيلي بقدرته على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
إقرأ المزيد
وقال الحبابي: “نتنياهو يقفز على القانون الدولي والأعراف الدولية وسيادة المملكة العربية السعودية، ويستقوي باللوبي اليهودي في الولايات المتحدة (الإيباك)”.
وأضاف أن الموقف النبيل لجمهورية مصر العربية، الذي أدان هذه التصريحات، يؤكد أن إسرائيل “متخبطة في معظم آرائها”، مشيرا إلى أن قوة الأمة العربية والإسلامية ستقف بالمرصاد لأي محاولات إسرائيلية لفرض أجندتها.
وتابع: “نذكر هذا المتطرف (نتنياهو) بأن هذا أمر محال و أنه خرج به بعد فشل الحل الأول و هو تفريغ سكان غزة من أرضها بتهجيرهم لمصر والأردن ، إسرائيل متخبطة في معظم آرائها ولكن قوة الأمة العربية والإسلامية ستقف لهم بالمرصاد، وموقف المملكة العربية السعودية واضح ولا غبار عليه، لا سلام لإسرائيل دون حل الدولتين ولا استقرار دون إعطاء أهل فلسطين حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك سيكون مع المعارضة الإسرائيلية الذي يقودها خصم نتنياهو اللدود يائير لابيد، لذلك لن يفلح نتنياهو في أطماعه و عليه أن يعود إلى رشده وإلا فحكومته ساقطة و سيحاكم و يدخل السجن غير مأسوفا عليه”.
من جانبه، وصف الكاتب والتحليل السياسي مبارك العاتي تصريحات نتنياهو بأنها “متهورة وعدائية وغير مدروسة”، مؤكدا أنها تعري نهج وسلوك اليمين الإسرائيلي.
وقال العاتي: “هذه التصريحات تثبت أن إسرائيل ليست جاهزة ولا جديرة بأن تكون شريكا في قطار السلام”، مشيرا إلى أن التصريحات الإسرائيلية تجاهلت حقائق التاريخ وقواعد الجغرافيا ومعطيات الديمغرافيا. مضيفا أن “هذه التصريحات كشفت التوجهات الاسرائيلية وداعميها من القوى الكبرى تجاه الدول العربية الفاعلة وتحديد المملكة”.
وأكد أن المواقف العربية الرافضة لهذه التصريحات، خاصة البيان القوي الصادر من مصر، أعادت توحيد الصف العربي تجاه التهديدات الإسرائيلية للقضية الفلسطينية والمنطقة العربية.
بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي محمد الحلفي أن تصريحات نتنياهو تأتي في إطار محاولة لاحتواء الإحراج الأمريكي بعد الرد السعودي القوي على تصريحات الرئيس دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين.
وقال: “نتنياهو يحاول تحويل الأنظار نحو الرياض بدلا من التركيز على رفض السعودية لتهجير الفلسطينيين”، وأضاف الحلفي أن السعودية تدرك أن هذه التصريحات محاولة لصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية، ولن تمنحها زخما إعلاميا غير مستحق.
وأشار إلى أن الرياض قد تفضل تجاهل هذه التصريحات ومواصلة الضغط على واشنطن بدلا من الانخراط في مواجهة مع تل أبيب، ومن المتوقع أن “تكثف السعودية التحركات الدبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وتعزيز الدعم الإنساني لغزة لتأكيد الدور السعودي المحوري بعيدا عن المهاترات السياسية”.
وأكد الخبراء أن المواقف العربية، خاصة الموقف المصري الذي اعتبر التصريحات الإسرائيلية تعديا على سيادة السعودية، أعادت توحيد الصف العربي تجاه التهديدات الإسرائيلية.
كما أشاروا إلى أن واشنطن تواجه مأزقا جديدا بسبب تصعيد إسرائيل، بينما قد تستخدم أوروبا تصريحات نتنياهو كدليل إضافي على رفض تل أبيب للحلول الدبلوماسية.
واختتم الخبراء بأن تجاهل السعودية لتصريحات نتنياهو سيجعلها بلا قيمة سياسية، بينما تستمر الرياض في دعم الفلسطينيين فعليا، مما يزيد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});