حينما جرفت “دانيال” المتطرفة درنة بحجرها وبشرها

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.




العاصفة المتوسطية التي أطلقت عليها خدمات الإرصاد الجوية اليونانية اسم “دانيال”، اكتسبت خصائص مشابهة للعاصفة المدارية حين دخلت البحر المتوسط بعد أن مرت على اليونان وبلغاريا وتركيا متسببة في فيضانان واسعة النطاق.
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس وصف عاصفة أو إعصار “دانيال” بأنه  “ظاهرة مناخية متطرفة تماما”.
عاصفة “دانيال” كانت تشكلت كمنطقة ضغط منخفض في 4 سبتمبر 2023، وكانت مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح قوية تراوحت سرعتها بين 120 إلى 180 كيلو مترا في الساعة.

بهذه السرعة اجتاحت العاصفة المتوسطية “دانيال” مدن شرق ليبيا، بنغازي والمرج والبيضاء وشحات ودرنة وطبرق. الأمطار الغزيرة رفعت منسوب المياه في وديان الأنهار الجافة بهذه المناطق بمقدار ثلاثة أمتار وغمرت السيول المتدفقة المنازل، وحلت الكارثة التي لم تشهدها البلاد من قبل.
سد أبو منصور الواقع على بعد 13 كيلو مترا من مدينة درنة كان أول سدين محليين لم يتحمل ضغط المياه الهادرة وانهار. كانت توجد به  22.5 مليون متر مكعب من المياه. بعده انهار سد وادي البلاد الواقع على بعد كيلو متر واحد من المدينة، وتدفقت منه 1.5 مليون متر مكعب من المياه.

هذان السدان كانا شيدا في الفترة بين عامي 1873 – 1977 من قبل شركة متخصصة يوغوسلافية بهدف حماية مدينة درنة من الفيضانات التي كانت عانت منها باستمرار في الماضي.
تُعرف عاصفة “دانيال” بأنها شبيهة بالإعصار وتتشكل في البحر المتوسط مع رياح حلزونية بتأثير موجة استوائية مدارية قبالة المحيط الأطلسي. هذه الظاهرة يقول الخبراء إنها جديدة وقد ظهرت أول مرة في ثمانينيات القرن الماضي. الموجة التي اجتاحت مناطق في شرق ليبيا مخلفة بها دمارا وخسائر بشرية غير مسبوقة تصنف على أنها من أقوى الأعاصير الممطرة وأشدها قوة منذ مئة عام. هذه الظاهرة تعد أيضا أحد مظاهر التغير المناخي الذي تزداد ضراوته باستمرار.

مشاهد الدمار والانجرافات والسيول من مناطق شرق ليبيا ولاسيما من درنة كانت مرعبة. تحولت تلك المناطق شبه الصحراوية إلى مستنقعات واسعة، فيما بدت المباني القليلة التي سلمت من الدمار مثل جزر متباعدة.
العالم المصري عصام حجي، من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، حذر من تكرار كارثة السيول بمدينة درنة في مدن المتوسط الساحلية الأخرى، لافتا إلى أن مقتل أكثر من 11300 شخص في مدينة درنة في يوم واحد العام الماضي، هو أعلى معدل وفيات من نوعه في تاريخ إفريقيا منذ مئة عام، مضيفا قوله إن ” المفارقة الحزينة أن تكون السيول الأكثر فتكا في الدولة الأكثر جفافا في القارة”.
المصدر: RT

إقرأ المزيد

بيت في أعماق البحر الأحمر

ترك العالم والمخترع ومستكشف البحار والمحيطات الشهير جاك إيف كوستو وراءه الكثير من الإنجازات. أجيال استمتعت بأفلامه الوثائقية. هو لم يكتف بذلك وأراد نقل البشر معه إلى الأعماق.

“إصبع القاهرة” الذي أدهش العلماء!

سبقت الحضارة المصرية الفرعونية عصورها  في الكثير من المجالات وتركت لنا صروحا مدهشة  لا نعرف حتى الآن بالضبط كيف شيدت. المدهش أيضا أنها صاحبة أول أطراف صناعية بشرية في التاريخ.

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.