Gettyimages.ru
نشر موقع “بوابة إفريقيا الإخبارية” يوم الأربعاء مقالا تحدث فيه عن عادة توارثتها الأجيال في دول المغرب العربي لتكريم النساء في عيد الفطر.
وقال الموقع الإخباري: “كثيرة هي العادات المرتبطة بالمواسم الدينية والأعياد التي تجمع الدول المغاربية وتميزها عن غيرها، لعل أبرزها ما يتعلق بشهر رمضان وعيد الفطر، ففي الشهر الكريم تمتزج الروحانيات بالعادات والتقاليد الكثيرة والمتنوعة في المغرب العربي الكبير”.
وأضاف أنه ومع اقتراب نهاية شهر رمضان المعظم ودخول أجواء الإحتفالات بعيد الفطر المبارك تبدأ الإستعدادات الحثيثة لاستقبال العيد بكل أشكال الفرحة من إعداد الحلويات واقتناء الملابس الجديدة، ومن أشهر العادات التي انتشرت هي عادة “حق الملح أو التكبيرة”.
وذكر الموقع الإخباري أن المؤرخين أكدوا أن هذه العادة مغاربية بامتياز، وتختلف تسمية هذه العادة باختلاف المناطق وحسب اللهجات بالبلدان المغاربية، ففي تونس يطلق عليها “حق الملح” و في الجزائر “حق الطعام” و في ليبيا “لكبيرة” وفي المغرب يطلق عليها اسم “التكبيرة”.
ويقال إن الأندلسين الذين هاجروا إلى شمال إفريقيا بعد غزو بلادهم هم من نقلوها إلى شمال إفريقيا، حيث حافظ عليها السكان وتناقلوها جيل بعد جيل لتنتشر بعدها في الدول العربية.
واختلفت التسمية واختلفت معها المبررات وفق المختصين، ففي تونس مثلا سميت حق الملح في إشارة لاضطرار الزوجة في بعض الحالات تذوق ملوحة الطعام وهي صائمة (التذوق يتم بطرف اللسان حتى لا يفسد الصيام)، وفي المغرب سميت بالتكبيرة لأن الزوجة تقدم طعاما شهيا طيلة شهر رمضان بملح معتدل دون أن تتذوق الطعام وهي صائمة معتمدة فقط على خبرتها ومقادير تقديرية حسب الإحساس ورؤية العين.
والتعريف الأصح للملح في بلاد المغرب العربي هي “العِشرة”، سنين الحياة التي جمعتهم بحلوها ومرها، بمعنى أن هذه الهدية هي بمنزلة اعتراف بحق العِشرة.
فعندما يرجع الزوج من صلاة عيد الفطر، تكون الزوجة قد نظفت البيت ولبست أجمل ثيابها، تقدم له طبق الحلويات وفنجان القهوة فيشرب الزوج القهوة، ولا يعيد الفنجان فارغا وإنما يضع فيه خاتما أو قطعة حلي من ذهب أو فضة حسب إمكانياته المادية، ويعيده إليها، وهي تعبير عن تكريم لصاحبة البيت، واعترافا منه بالجميل على فضلها وصبرها وتعبها خلال شهر رمضان.
وتطور “حق الملح” في أيامنا هذه واجتاحت الدول العربية وأصبحت الهدايا باهضة كسيارات وغيرها وانتشر التباهي بها على مواقع التواصل الاجتماعي.
المصدر: موقع “بوابة إفريقيا الإخبارية”