وُلد باسترناك في 10 فبراير 1887، وكان يحلم في طفولته بأن يصبح موسيقيا، حيث كان يؤلف ويعزف على البيانو. وفي شبابه انجذب إلى الفلسفة، لكن القدر قاده إلى الأدب الذي حقق من خلاله شهرة عالمية.
وتعتبر مؤلفات باسترناك المبكرة مرتبطة بحركة المستقبلية (الفوتوريزم)، حيث تميزت أعماله بتعابير لغوية معقدة، واستخدام الكلمات الجديدة وتعدد معاني المفردات والتراكيب النحوية. ومع ذلك، لم يكن باسترناك أبدا منقطعا تماما عن التقاليد الأدبية. أما مؤلفاته اللاحقة، فتميزت بإدراكه الحسي والمتناقض للعالم والطبيعة، وفهمه أن كل شيء حوله جزء من كيان واحد.
ويُعتبر بوريس باسترناك واحدا من أبرز المترجمين في الأدب العالمي. ورأى أن مهمة المترجم تكمن في التفسير الإبداعي للنص الأصلي وتكييفه مع واقع القارئ الثقافي. وقام بترجمة أعمال شهيرة مثل سوناتات ويليام شكسبير، ومسرحيات “هاملت”، “الملك لير”، “عطيل”، بالإضافة إلى دراما يوهان فولفغانغ فون غوته “فاوست”.
![الدار البيضاء تحتفي بإبداعات الفنان الروسي يوري فاسنيتسوف في أمسية ثقافية مميزة](https://mf.b37mrtl.ru/media/pics/2025.01/article/679341384c59b75fdd433a4d.jpeg)
أما رواية “دكتور جيفاغو” فهي أشهر أعمال باسترناك، وقد وصفها الأكاديمي ديمتري ليكاتشيف بأنها “سيرة ذاتية شعرية” للكاتب، حيث رأى أنها تحكي قصة روح باسترناك نفسه.
وفي عام 1958 حصل باسترناك على جائزة نوبل في الأدب، لكنه اضطر إلى رفضها بسبب تعرضه لضغط شديد من السلطات السوفيتية. وتم منح الجائزة له بعد نشر رواية “دكتور جيفاغو” في إيطاليا عام 1957، والتي اعتُبرت في الاتحاد السوفيتي عملا “مشينا” وتم حظر نشرها حتى فترة البيريسترويكا (1985 – 1991).
وكان رد فعل السلطات السوفيتية على الرواية متوقعا، حيث وصفوا منح الجائزة بأنها “أداة للرجعية الدولية تهدف إلى تأجيج الحرب الباردة”. ومن أشهر العبارات التي ارتبطت بهذا الشأن هي: “لم أقرأها (الرواية)، لكنني أدينها!”، وتقدم بها الكاتب السوفيتي أناتولي سوفورونوف في اجتماع اتحاد الكتاب السوفييت عند مناقشة قضية باسترناك.
وترك باسترناك إرثا أدبيا كبيرا، ولا تزال أعماله تُقرأ وتُدرس في جميع أنحاء العالم.
المصدر:Culture.ru
إقرأ المزيد
الشعراء كالعشاق اثنين اثنين
توجه الشاعر الروسي العظيم ألكسندر بوشكين لزيارة صديقته بولينا اوسيبوفا في قرية تريغورسكويه ، وهو يعاني من اليأس والكآبة في المنفى ببلدة ميخايلوفسكويه. ففاجأته جارته باهدائه كتابا بغلاف جلدي واصرت على ان يطلع عليه. وهذا الكتاب هو طبعة للقرآن الكريم المترجم من الفرنسية الى الروسية صدرت في بطرسبورغ عام 1790 .
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link