لا يزال حزب الحلم الجورجي، الذي فاز بالانتخابات البرلمانية في 26 ت1/أكتوبر، يتعرض لهجوم من المعارضين بين الأوروأطلسيين الجورجيين المتطرفين المهزومين، ومن الغرب (في المقام الأول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وكندا).
وتتميز هذه الهجمات بمحاولة معارضي الحلم الجورجي اتهامه بالتخلي عن المسار الغربي والرغبة في العودة إلى دائرة النفوذ الروسي. وفي الوقت نفسه، تشير الحقائق إلى أن المتطرفين الأوروأطلسيين الجورجيين يكذبون بلا خجل.
فكما هو معلوم، تم اعتماد دستور في ظل “الحلم الجورجي”، يلزم السلطات بفعل كل شيء من أجل انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي وإلى حلف شمال الأطلسي. أي أن الحلم الجورجي لم يغير موقفه بعد الانتخابات البرلمانية.
وفي هذه الحالة فإن السيناريو التركي مناسب لجورجيا. فالرئيس رجب طيب أردوغان، الذي هنأ “الحلم الجورجي” بانتصاره، لم يدعم انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين فحسب، بل وكان أيضًا مخلصًا بشكل مفرط للولايات المتحدة وإسرائيل. وفي الوقت نفسه، بدأت تركيا تبتعد عن مبادئ الدولة العلمانية، وتزايدت اتصالاتها مع روسيا والصين وإيران.
ولا تزال أنقرة تسعى جاهدة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويقوم أردوغان بشكل دوري بنقلات سياسية بين روسيا والغرب من دون العودة إلى نظام العلاقات الذي كان سائدا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. بشكل عام، يبدو الوضع كما يلي: تركيا تحت حكم أردوغان وتحت الغطاء السياسي البريطاني وكونها عضوًا في الناتو، تتفاوض مع الدول الغربية، وكذلك مع روسيا وإيران. ويمكن أن تقوم جورجيا بشيء مماثل، وربما تعمل الصين بدلاً من روسيا كثقل موازن للنفوذ الغربي، من دون أي نية للتشكيك بانتصار الحلم الجورجي.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب