وقال بريك في مقال لصحيفة “معاريف” العبرية إن “مشكلة غالبية الجمهور وقادته أنهم ينظرون من خلال ثقب المفتاح، ولا يرون إلا ما يحدث في وقت معين في الوقت الحاضر، وما يحدث في لحظة معينة، ولا ينظرون إلى المستقبل، أي الصورة العامة، والرؤية طويلة المدى”.
وشدد الجنرال الملقب بـ “نبي الغضب الإسرائيلي” على أنه “يجب أن نتصرف بحكمة لتحقيق أهدافنا هذه وأهمها: إطلاق سراح المختطفين الذين يموتون في الأنفاق وبعد فترة قصيرة لن يكون هناك مختطفين على قيد الحياة بينهم. وعودة النازحين من الشمال والجنوب إلى منازلهم وترميم الدمار وتسهيل عودة سبل عيشهم. واستعادة الاقتصاد الإسرائيلي الذي يمر حاليا بمرحلة الانهيار”.
وأضاف: “واستعادة العلاقات الدولية مع العالم، وهو ما يتجلى هذه الأيام في عزلة إسرائيل عن العالم، في إلغاء الرحلات الجوية على نطاق لم نشهده من قبل، والحصار الجوي على إسرائيل، والمقاطعة الاقتصادية، والحظر المفروض على شحنات الأسلحة إلى قواتنا، والقرارات التي ستتخذها المحكمة في لاهاي وإخراج دولة إسرائيل من كومنولث الأمم”.
وتابع الجنرال موضحا الأهداف: “استعادة صمود المجتمع الإسرائيلي بعد حرب الاستنزاف المستمرة منذ عام والتي تعمق الكراهية غير المبررة بين شرائح السكان، وتأكلنا من الداخل. واستعادة قدرات الجيش البري الذي لم يعد قادرا على القتال وتحقيق النصر ولو في ساحة واحدة. وإنهاء حرب الاستنزاف التي تدمر كل جزء جيد منا والتوصل إلى اتفاقيات بوساطة أمريكية ودول أخرى”.
وأكد بريك أنه “قد حان الوقت لبيبي (بنيامين نتنياهو) ومؤيديه أن يدركوا أن شعارات “تدمير حماس بالكامل” و”إخضاع حزب الله” هي أهداف لا يمكن تحقيقها، ومحاولة الوصول إليهم تقوده وحكومته إلى قرارات غير عقلانية وإلى استمرار حرب الاستنزاف التي تلحق أضرارا جسيمة بإسرائيل. ومن خلال تنفيذ هذه القرارات، قد لا نحقق الأهداف المهمة حقا والتي يمكن تحقيقها، إذا لم يعد بيبي وأصدقاؤه إلى رشدهم قريبا. سلوك بنيامين نتنياهو قد يؤدي إلى انهيار إسرائيل”.
وأضاف: “في رأيي المتواضع، يجب إنشاء تحالف دفاعي إقليمي مع الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة يقف معا كجسم واحد ضد محور الشر الجديد: روسيا والصين وإيران وحلفائها”.
وتابع الجنرال: “الآن هو الوقت المناسب لتسوية شؤوننا مع حماس وحزب الله من خلال وساطة الولايات المتحدة وبشروط أفضل لنا بعد تصفية نصر الله ورفاقه. لقد عبرت لفترة طويلة عن موقفي الثابت بأنه لا ينبغي لنا أن ندخل مع إسرائيل القوات البرية حتى نهر الليطاني لأن مثل هذا الدخول لن يكون ناجحا للأسباب العديدة التي ذكرتها سابقا، ومن دواعي سروري الكبير أن الجيش الإسرائيلي يدخل لبنان حاليا بطريقة مستهدفة”.
وشدد بريك على أنه “علينا أن نفهم أنه حتى احتلال الأراضي في لبنان لن يجلب لنا نقطة التحول التي طال انتظارها لإنهاء حرب الاستنزاف، لأن الجيش الإسرائيلي سوف يسحب قواته في النهاية. علاوة على ذلك، سيواصل حزب الله إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية على إسرائيل والشمال من مسافات أكبر من المناطق التي تم الاستيلاء عليها”.
وأضاف: “حتى لو أراد الجيش الإسرائيلي البقاء في المناطق التي احتلها، فليس لديه إمكانية للقيام بذلك بسبب عدم وجود فائض في القوات البرية ناهيك عن التخفيضات الجذرية في الجيش البري في السنوات العشرين الماضية. سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء الأراضي التي استولى عليها كما حدث في قطاع غزة ضد حماس، وسيتم استعادة الأراضي من قبل إرهابيي حزب الله”.
وشدد الجنرال الإسرائيلي على أن “بيبي وحكومته لا يريدان التوصل إلى اتفاق إلا بعد “التدمير الكامل لحماس” و”استسلام حزب الله” لأن هذا رئيس وزراء لا يزال في حالة غطرسة ونشوة بعد القضاء على نصر الله، ويتجاهل الواقع من حوله تماما، ويعيش في واقع افتراضي. ووفقا له، يمكنه أن ينتصر في الحرب ضد إيران وأتباعها”.
يلقب الجنرال بريك (75 عاما) بـ”نبي الغضب” في إسرائيل، لأنه تنبأ بهجوم يشنه آلاف المسلحين الفلسطينيين على مستوطنات غلاف غزة على غرار عملية “طوفان الأقصى”، كما أنه يتنبأ بهجوم فلسطيني عارم في المستقبل القريب على المستوطنين في الضفة الغربية.
المصدر: معاريف
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link