جاء ذلك في تقرير تحليلي تحت عنوان “النتائج الجيوسياسية للعام 2024” أعده نائب المدير العام لمجموعة “روسيا سيغودنيا” الإعلامية، السفير فوق العادة والمفوض ألكسندر ياكوفينكو، سفير روسيا السابق لدى بريطانيا.
وقال التقرير: “نظرا لموقعها المركزي في النظام الغربي، من المرجح أن تتمكن الولايات المتحدة من استعادة أسس قوتها الاقتصادية والتكنولوجية على حساب بقية العالم، بما في ذلك أقرب حلفائها، لكن ذلك سيحدث في بيئة عالمية جديدة نوعيا تتسم بشدة التنافسية”.
وتابع: “من الواضح أيضا أن الثورة المحافظة تجعل أمريكا أكثر توافقا من الناحية الموضوعية مع الثقافات والحضارات الأخرى، بما في ذلك روسيا، كما يضفي على سياسة التدخل الأمريكية شكلا أكثر وقاحة وله طابع إمبريالي مكشوف، مما يخلق بعض العقبات أمام تنفيذها، بينها صعوبة حصول هذه السياسة على دعم من الحلفاء الأوروبيين”.
وأشار ياكوفينكو في تقريره إلى أن نموذج الولايات المتحدة يدل على أزمة النخب الليبرالية التي أصبحت كوسموبوليتية في ظل السياسات الاقتصادية الليبرالية الجديدة والعولمة، كما أصبحت أيضا منفصلة عن حياة غالبية السكان.
وقال: “لقد تم شيطنة المعارضين باعتبارهم شعبويين ومؤيدين لنظريات المؤامرة، وعملت وسائل الإعلام على قمع حرية التعبير وأي معارضة. وفي المحصلة، بدأ الغرب في صياغة خطاب نخبوي موحد، مما تسبب – لاسيما في ظل ازدهار التقنيات السياسة في انزلاق الديمقراطية الغربية إلى أزمة”.
ومن تجليات هذه الأزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وظاهرة ترامب وتصاعد نفوذ القوى والحركات السياسية غير النظامية في الدول الأوروبية الرائدة، بينما تم إيجاد سبيل لممارسة حرية التعبير عبر شبكات التواصل الاجتماعي بغض النظر عن محاولات الرقابة من قبل مشغليها وعلى الرغم منها.
وأشار ياكوفينكو إلى أن التغيرات الأخيرة في المجتمع الأمريكي أدت إلى “ثورة ترامب المحافظة” الذي جاء بمثابة رد فعل على الليبرالية المتطرفة.
وقال: “من حيث الجوهر، يمكن الحديث عن ثورة ترامب المحافظة، التي حظيت بدعم أمريكا “الأصيلة” (البيضاء) وطبقتها الوسطى والتي أصبحت رد فعل على الليبرالية المتطرفة وتدمير الهوية التقليدية، بما في ذلك فكرة الحلم الأمريكي وما يرتبط بها من الأساطير التاريخية والتي تظهر التجربة العالمية أنه يستحيل بقاء أي دولة بدونها. إن مفهومي الدولة والسيادة شكلا أساسا لأيديولوجية “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.
واعتبر ياكوفينكو أنه مهما اختلفنا في تقييم فوز ترامب، لا بد من الاعتراف بأنه يجسد وصول القوى ذات التوجه الوطني إلى السلطة في الولايات المتحدة، وهي قوى ستحدد عاجلا أم آجلا ملامح الدول الغربية الأخرى وستتبع سياسة “تعاملات” براغماتية فيما يتعلق، بين أمور أخرى، بـ “أصدقائها وحلفائها”.
المصدر: “نوفوستي”
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link