جعل دونالد ترامب المكسيك محور حملته الانتخابية وأول إجراءاته كرئيس. وقد استُكملت الحرب التي أُعلن عنها سابقًا على المهاجرين غير الشرعيين بإعادة تسمية خليج المكسيك، وشن حرب اقتصادية، وتصنيف عصابات المخدرات المكسيكية منظمات إرهابية. بعد هذه التحركات، شعرت السلطات المكسيكية بعدم الرضا وحتى بالارتباك.
والحقيقة هي أن الولايات المتحدة تعدّ نفسها، بموجب قوانينها، مخولة باستخدام القوة العسكرية لمحاربة الإرهابيين على أراضي أي بلد، سواء كانت باكستان أو أفغانستان أو حتى المكسيك.
وفي الصدد، قال مدير مركز التحليل السياسي بافيل دانيلين: “في المستقبل القريب، ترامب، بطبيعة الحال، لن يُقْدم على هذا الأمر، لأن ذلك يعني موت الجنود الأمريكيين، وحرب عصابات، وخسائر بلا مكاسب. ترامب بغنى عن ذلك. أظن أن الخطاب الذي سيستخدمه والضغوط الاقتصادية التي سيستخدمها ستكون الأساس لتحقيق تكامل أوثق بين المكسيك والولايات المتحدة، وهذا ما يسعى إليه، إما من خلال إغلاق الحدود أمام الهجرة غير الشرعية ووضعها في الإطار القانوني، وهذه القضية تتطلب إيجاد قناة قانونية أو ضمان دخول المكسيك إلى الاتحاد بطريقة ما مع الولايات المتحدة في المستقبل المنظور”.
قبل ولاية ترامب الثانية، كانت اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية سارية المفعول بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. ولكن هذا الأمر لم يعد يناسب ترامب لأنه يرى الولايات المتحدة مثل البقرة الحلوب لهذه المنطقة الاقتصادية الحرة وطريقًا للمهاجرين غير الشرعيين من جميع أنحاء العالم للتدفق عبر المكسيك إلى أمريكا”.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب