غضب يسود أوساط الحزب الديمقراطي، إثر تقرير صادر عن وزارة العدل، يتهم بايدن بتراجع حاد في الذاكرة. بيري شتاين – واشنطن بوست
كان الاستنتاج الذي ورد في التقرير النهائي للمستشار الخاص روبرت ك. هور واضحا: لقد أساء جو بايدن التعامل مع المواد السرية، على الرغم من عدم وجود دليل كاف على أنه كان ينوي انتهاك القانون لتلبية عتبة الملاحقة القضائية العالية التي حددتها وزارة العدل.
لكن التقرير المكون من 345 صفحة يحتوي أيضًا على معلومات خطيرة حول الذاكرة المعيبة لبايدن، والتي ربما كانت السبب في كيفية تخزينه لمواد حكومية حساسة.
وصور هور الرئيس على أنه رجل مسن يشارك معلومات حساسة مع كاتبه الشبح، ويكافح من أجل تذكر التفاصيل الرئيسية في حياته، مما أطلق العنان لدعوات من الجمهوريين مفادها أن بايدن غير مؤهل للخدمة، وردّ فعل غاضب من الديمقراطيين الذين قالوا إن التقييمات لذاكرة الرئيس كانت سيئة.
إن وصف هور اللاذع لبايدن جعل التقرير مثيرا للجدل من الناحية السياسية خلال عام انتخابي كان فيه خصوم بايدن يركزون بالفعل على عمره ويشككون في لياقته العقلية.
استخدم هور تفاصيل لاذعة حول فقدان ذاكرة بايدن للمساعدة في تفسير سبب رفضه التوصية بمتابعة الاتهامات ضد الرئيس بعد ترك منصبه. ومن بين الأسباب أن ذاكرة بايدن سيئة للغاية لدرجة أن هيئة المحلفين ستواجه صعوبة في تصديق أنه احتفظ بالمعلومات السرية عن عمد.
هور محامٍ يحظى باحترام كبير، عمل في ولاية ماريلاند، وكان مسؤولا كبيرا في وزارة العدل خلال إدارة ترامب. وعندما تم تعيينه مستشارًا خاصًا، وصفه زملاؤه السابقون بأنه منصف وغير سياسي. وتعهد بقيادة التحقيق “بعدالة ونزاهة”.
شكّك نيل كاتيال، المحامي العام السابق بالإنابة في عهد الرئيس باراك أوباما، يوم الجمعة، في قرار هور بإدراج هفوات بايدن العقلية خلال ساعات من المقابلات، بما في ذلك أنه لم يستطع تذكر العام الذي توفي فيه ابنه “بو” بسبب السرطان، كما لم يتذكرسنوات توليه منصب نائب الرئيس. وبعد صدور التقريرغضب بايدن بشدة ونفى تلك الأوصاف.
اختلف الخبراء القانونيون حول تقييم التقرير؛ فبعضهم وجده منصفا، بينما انتقده آخرون. ومن بين المنتقدين باربرا ماكويد، أستاذة القانون في كلية الحقوق بجامعة ميشيغان حيث قالت: كان يكفي أن نقول إنه لم يكن لدينا أدلة كافية على أن بايدن كان يتصرف عمدا، بدلاً من تشويه سمعته.
أما أنتوني كولي، الموظف السابق بوزارة العدل فقال: إن النتيجة القانونية التي توصل إليها هور بصفته مستشارًا خاصًا، كانت بالفعل عادلة.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب