وجاء في المقال المنشور على الموقع:
باءت الجهود التي قادتها فرنسا بمشاركة زعماء أوروبيين لتقديم جبهة موحدة بشأن أوكرانيا في مواجهة المخاوف المتزايدة بشأن نوايا الرئيس الأمريكي بالفشل، حيث فشل الزعماء في الاتفاق على إرسال قوات لمراقبة اتفاق سلام محتمل.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا إلى عقد اجتماع طارئ في بروكسل بعد صدمة الزعماء الأوربيين إزاء أنباء مفاوضات الولايات المتحدة مع روسيا لإنهاء النزاع الأوكراني، دون دعوة أي ممثلين من أوروبا أو أوكرانيا.
وعقب اجتماع استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة في قصر الإليزيه، كانت استجابة الزعماء مخيبة للآمال، وعلق رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: “نحن ندرك أن مثل هذه الاجتماعات لا تنتهي باتخاذ قرارات”.
بالتوازي قال كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا: “أكدنا اليوم في باريس أن أوكرانيا تستحق السلام من خلال القوة”.
وظل الخلاف الأساسي حول ما إذا كان ينبغي إرسال قوات إلى أوكرانيا إذا تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، على خلفية استبعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال قوات أمريكية والسماح لأوكرانيا بالانضمام لحلف “الناتو”، ما يعني أن أي جهد لمنع روسيا من “مهاجمة أوكرانيا” مرة أخرى يجب أن يقع على عاتق الأوروبيين وحدهم.
ويؤيد هذه الفكرة فرنسا التي كان رئيسها ماكرون هو من اقترحها أول مرة، كذلك يؤيدها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، برغم أنه قال إن ذلك “لا يمكن أن يحدث إلا إذا شاركت الولايات المتحدة أيضا في أي قوة لحفظ السلام”، مصرا على الحاجة إلى “دعم أمريكي” بعد تأمين السلام في أوكرانيا من أجل ما أسماه “ردع روسيا عن مهاجمة أوكرانيا مرة أخرى”، وفقا لبوليتيكو.
لكن بولندا، الواقعة على الخطوط الأمامية والحليفة الوثيقة لأوكرانيا، والتي تملك أحد أكبر الجيوش في أوروبا، اعترضت على الفكرة، وقال مسؤول بولندي كبير، تحدث لـ “بوليتيكو” شريطة عدم الكشف عن هويته: “ببساطة لا تمتلك بولندا قدرة إضافية لإرسال قوات إلى أوكرانيا”، مشيرا إلى أن البلاد لها حدود طويلة مع جيب كالينينغراد الروسي وبيلاروس المتحالفة مع روسيا، والتي تحتاج إلى تعزيزها بقوات بولندية، وتابع: “الفرنسيون بعيدون ويتمكنوا من إرسال جنود إلى أوكرانيا، أما نحن قريبون ولا يمكننا ذلك”.

من جانبها قالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن إن “كثيرا من الأمور” يجب أن تتضح قبل أن يتسنى إرسال قوات إلى أوكرانيا.
لكن الزعماء الأوروبيين وجدوا بعض القواسم المشتركة بشأن الحاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، حيث أقر ستارمر بأنه سيتعين على الأوروبيين “تكثيف جهودهم سواء من حيث الإنفاق أو الإمكانيات التي يقدمونها لأوكرانيا”. وقال توسك إن العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن الدفاع تدخل “مرحلة جديدة”، حيث يدرك الأوروبيون الحاجة إلى مزيد من الإنفاق على الدفاع والاعتماد على الذات بشكل أكبر.
وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف: “لقد فهمت أوروبا رسالة الولايات المتحدة بأنها يجب أن تفعل المزيد بنفسها. لكنه لا يزال من المبكر جدا التوصل إلى اتفاقيات ملموسة”.
وأعاد المستشار الألماني أولاف شولتس دعمه لمقترح الاتحاد الأوروبي لتفعيل بند الطوارئ لتعزيز الإنفاق الدفاعي بشكل كبير، والذي دعمته فون دير لاين في مؤتمر ميونيخ للأمن الأسبوع الماضي. وبموجب الاقتراح، ستكون البلدان قادرة على إعفاء الإنفاق الدفاعي من حدود الديون والعجز في الاتحاد الأوروبي.
لكن، وبرغم القلق الذي كاد أن يتحول إلى ذعر، والذي ساد قمة ميونيخ للأمن، نهاية الأسبوع الماضي، في أعقاب الهجوم اللاذع الذي شنه نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس علنا عن الولايات المتحدة، التي شكلت العمود الفقري لأمن القارة منذ عام 1945، قال شولتس: “لا ينبغي أن يكون هناك تقسيم للأمن بين أوروبا والولايات المتحدة”، فيما أضاف توسك: “لكن، يتعين علينا في الوقت نفسه أن نعترف بأن من مصلحة أوروبا والولايات المتحدة التعاون بشكل وثيق قدر الإمكان”.
المصدر: بوليتيكو
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
إقرأ المزيد
موسكو وواشنطن.. السلام يبدأ من الرياض
تتجه أنظار العالم إلى الرياض، حيث تصل الوفود الروسية والأمريكية لبدء المفاوضات حول إنهاء الأزمة الأوكرانية، والتحضير للقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب.