بعد طرد الفلسطينيين نتنياهو سيدمر إيران

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.


في غزة، لا تهدف إسرائيل تدمير حماس، فهذه المشكلة ستُحل تلقائيا بتهجير الفلسطينيين، وفرحتهم بوقف إطلاق النار في غزة، ومزاعمهم بنصر “حماس” كانت، على أقل تقدير، سابقة لأوانها.

إقرأ المزيد

من وماذا سيكسر عنق الرئيس الأمريكي الجديد؟

لقد حقق نتنياهو هدفه الأول جزئيا، وخلق الظروف الداخلية المهيأة لطرد الفلسطينيين بتدمير غزة، وعندما يتم إزالة العقبات أمام الخروج، فإن غالبية السكان سوف يغادرون القطاع من تلقاء أنفسهم. أما العائق الأخير المتبقي، فهو رفض مصر والأردن قبول الفلسطينيين المهجّرين.

وفي هذا السياق، يجب أن تؤخذ تصريحات ترامب بأن الأردن ومصر ستقبلان الفلسطينيين بالتأكيد على محمل الجد. ففي الحرب العالمية الثالثة، التي بدأت بالفعل، سيكون من الصعب بشكل متزايد على الدول الصغيرة الحفاظ على الحياد أو القدرة على المناورة. وسوف يُطالب زعماء الكتل المتعارضة بشكل متزايد وبصرامة من حلفائهم الولاء المطلق حتى درجة الطاعة العمياء في أي قضية. وأما الحلفاء الذين يرفضون ذلك، فسيصنّفون ضمن فئة الأعداء أو المناطق المتنازع عليها، والتي سيتم تدميرها حتى لا تقع إمكاناتها ومواردها في أيدي العدو.

 وما يفعله ترامب مع بنما وغرينلاند وكندا والمكسيك هو مثال نموذجي على هذا النهج. فترامب يبني حصنا في أمريكا الشمالية من أجل مواجهة عسكرية مستقبلية مع الصين، وهو ما يعني أنه مستعد لأن تصبح الأراضي خارج أمريكا الشمالية محل نزاع، وستصبح ساحات معارك يمكن فيها تدمير البلدان التي تحيد عن كونها حليفة تدين بالولاء المطلق والطاعة العمياء.

وظني أن تصريح ترامب بأن الولايات المتحدة ستحتل غزة هو بمثابة تمويه مؤقت لضمّ إسرائيل للأراضي الفلسطينية، والحديث عن التطوير العقاري وخلق فرص العمل والاستثمار في غزة هو مجرد دخان مضلل وغطاء للنوايا الحقيقية.

شخصيا، أعتبر خطط ترامب لإرسال قوات أمريكية إلى هناك هي جزء من خطة لتحويل إسرائيل إلى حصن، وبؤرة استيطانية تسيطر على قناة السويس. ومن الطبيعي أن يعني ذلك أيضا التوسع الإقليمي لإسرائيل من أجل منحها عمقا استراتيجيا أكبر. ولن تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية أو السورية التي احتلتها، بل على العكس، قد تحتل أراض جديدة.

إقرأ المزيد

هل انتهى المحور الشيعي في الشرق الأوسط؟ هل انتصرت تركيا وإسرائيل نهائيا وإلى الأبد؟

في هذا الصدد، أشك في أن ترامب سيتحدث عن نقل الفلسطينيين إلى سيناء، حيث يبدو لي أن سيناء، بما في ذلك قناة السويس، وفقا لمخطط ترامب، قد تكون تحت سيطرة إسرائيل في السنوات المقبلة، بينما ستصبح إسرائيل قاعدة عسكرية أمريكية عملاقة، تسيطر على قناة السويس وقادرة على تدمير الشرق الأوسط إذا ما حدث وبدا أن الصين ستنتصر في حرب تقليدية مع الولايات المتحدة في البحر، بما في ذلك إذا ما تمكنت الصين، في الوقت نفسه، من تأمين إمداداتها النفطية من الخليج.

ووفقا لخطة نتنياهو، كما أتصورها، فسيتم تحييد إيران خلال أو بعد تهجير الفلسطينيين.

إن ترامب لا يثق في قدرته على الاحتفاظ بالسيطرة على الخليج، وفي هذا الصدد يحاول الاستفادة القصوى من المملكة العربية السعودية، حتى القطرة الأخيرة، لأن الأرباح المستقبلية غير مضمونة. لذلك وضع ترامب على الرياض مطالب من الصعب للغاية على المملكة قبولها، سواء ما يتصل بحجم الجزية أو بخفض سعر النفط، وسوف يتم فرض مسؤولية التكاليف المالية المترتبة على تهجير الفلسطينيين على دول الخليج.

 يضع ترامب نصب عينيه عددا من المهام الضخمة، وكل منها تتطلب قلب العالم رأسا على عقب وتغيير ترتيب الأشياء، وهي أمور ليست سهلة، والنجاح فيها، على أقل تقدير، غير مضمون. فدفع المملكة العربية السعودية إلى خفض أسعار النفط العالمية وطرد الفلسطينيين هما من الأهداف الضخمة، وقد لا يتمكن ترامب من تحقيقهما جميعا في آن واحد، والنجاح مشكوك فيه. لكني أعتقد أنه سيكون مثابرا، وحتى لو لم تنجح الخطوة الأولى، فسيعود إلى تلك القضايا مرارا وتكرارا.

إقرأ المزيد

أبو ترامب الفلوريدي يعيد العبودية إلى العلاقات الدولية

 على أي حال، يستعد ترامب أيضا لخسارة محتملة للسيطرة على حلفائه العرب السابقين، وبالتالي ستصبح إسرائيل ذات أهمية مضاعفة بالنسبة للولايات المتحدة، وسيتم احترام والحفاظ على مصالحها، وشراء ولائها، ليس فقط بالمال والسلاح.

والأردن ومصر تأتيان بعد أوروبا وكندا والمكسيك في هرم حلفاء الولايات المتحدة، وسيطبق ترامب عليهما أساليب الإكراه الأكثر قسوة من تلك التي صدمنا بها ترامب في الآونة الأخيرة.

وتعاني مصر والأردن من حالة اقتصادية صعبة للغاية، لذا لا تملكان سوى مساحة ضئيلة للمناورة، وقد يسحقهما ترامب اقتصاديا في غضون أشهر إذا اختار ذلك. وفي ظل هذه الظروف، فإن أقصى ما تستطيع قيادات هذه البلدان أن تفعله هو إطالة الوقت، ومحاولة تخفيف الشروط، وإطالة عملية ترحيل الفلسطينيين لأطول فترة ممكنة، ووضع شروط لموافقتها بمساعدات مالية كبيرة، وخلق شروط معينة لقبول الفلسطينيين، ثم تخريب الاتفاقات بهدوء. لكن، وبشكل عام، رأيي المتواضع أنها مسألة وقت قبل أن يوافقا على مطالب ترامب. ولا يمكنهم إلا أن يأملوا في أن ينكسر عنق ترامب بشأن قضايا أخرى قبل أن يحقق نيته هذه.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة “تلغرام” الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.