بعد وقت قصير من توقيع أمرٍ يفرض عقوبات صارمة على النفط الإيراني، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران صفقة بشأن برنامجها النووي.
تواجه إيران خيارا صعبا، فمن ناحية وضعها الاقتصادي متردٍ، ومن ناحية أخرى، يطالبها ترامب بتنازلات لن توافق قيادتها عليها قط. فلقد حققت إيران تقدما كبيرًا في برنامجها النووي منذ العام 2018. ومن غير الممكن العودة حتى إلى أحكام الاتفاق النووي في ظل الظروف الحالية. ويطالب ترامب أيضًا بتقليص أو حتى القضاء على برنامج الصواريخ الإيراني وتخلي طهران عن مساعدة ما يسمى “محور المقاومة”. ولكن من المستبعد أن يتقبل المتطرفون الإيرانيون مثل هذه التنازلات.
تجد القيادة الإيرانية نفسها في وضع أي إجراء تتخذه فيه يشكّل خسارة لها. لا تريد طهران التخلي عن برنامجها النووي، وبالتالي إضعاف قدرتها الدفاعية. وفي الوقت نفسه، استمرارها في البرنامج قد يعرضها للضربة التي ألمح إليها ترامب. وعلى الأرجح القوات الإسرائيلية هي التي ستنفذ الضربة.
وفي الصدد، قال الباحث البارز في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فلاديمير ساجين: “من الناحية السياسية، رئيس الوزراء الإسرائيلي سوف يستفيد من هذا. أما بالنسبة لإيران، فإن الضربة الإسرائيلية ستكون قاتلة. لذلك، أظن أنه على الرغم من استبعاد علي خامنئي للمفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة، إلا أنه لا يزال بالإمكان بدء حوار من خلال وسطاء”.
ويُرجّح ساجين أن تتولى دور الوسطاء بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أي تلك الدول التي ساهمت، إلى جانب الأمم المتحدة والصين والولايات المتحدة وروسيا، في التوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، ولكن ليس من الواضح إن كان ذلك سينجح.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب