عزز الجيش السوري الحكومي وجوده العسكري بالقرب من حدود محافظة إدلب المتمردة. وتؤكد دمشق الرسمية أن هيئة تحرير الشام، التي تسيطر على أكبر جيب هناك، تعتزم توسيع نطاق نفوذها. بدورها، تتهم الإدارة الذاتية في إدلب الجيش السوري بانتهاك حدود منطقة خفض التصعيد التي تم تشكيلها تدريجيًا منذ العام 2017 بمساعدة روسيا وتركيا.
يشار إلى أن تركيا تعمل أيضًا على تعزيز قواتها هناك. وكثفت وجودها بالقرب من المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام. وربما، بتكثيف وجودها، تحول أنقرة دون وقوع اشتباكات مسلحة واسعة النطاق بين هيئة تحرير الشام والجيش السوري. علما بأن المعارك على حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب لم تتوقف خلال السنوات الماضية.
ومع ذلك، يرى المراقبون أن الوضع الإقليمي المتغير يمكن أن يغذي طموحات أعلى مستوى قيادي في هيئة تحرير الشام، التي طالما حاولت تعزيز مواقعها على حساب الجماعات الأخرى.
ويجب ألا ننسى أن بدء عملية الجيش الإسرائيلي البرية في جنوب لبنان أدى إلى تدفق عدد كبير من اللاجئين عبر الحدود السورية. ويتجه جزء كبير منهم نحو الجيوب المتمردة في سوريا، بما في ذلك مناطق الإدارة الذاتية التي يسيطر عليها الأكراد في الشمال الشرقي و”حزام” المحميات التركية في الشمال.
من المرجح أن يصبح التفاقم المحيط بإدلب أحد موضوعات الاجتماع الدولي القادم حول سوريا وفق صيغة أستانا. وقد أصرت موسكو مرارًا على تفكيك البنية التحتية الإرهابية في إدلب، ودعت الشركاء الأتراك إلى الوفاء بالتزاماتهم ضمن صيغة أستانا. والآن، يبدو أن أنقرة نفسها مهتمة بإضعاف هيئة تحرير الشام التي خرجت عن نطاق السيطرة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب