AP
أثار وضع رفات أربعة “شهداء” كانوا قد قتلوا على أيدي الفرنسيين إبان الفترة الاستعمارية، في علب كارتونية خاصة بالمواد الغذائية غضب الأهالي بولاية قسنطينة الجزائرية.
وفي التفاصيل، أفيد بأن عملية “استخراج رفات أربعة شهداء من عائلة واحدة، وهي عائلة قايدي التي قتل الفرنسيون أبناءها الأربعة في يوم واحد، وهم عبد الله ولموي ولخضر وحسين، من مقبرة تاغلة بابن زياد بولاية قسنطينة، من أجل إعادة دفنهم في مقبرة الشهداء بذات البلدية”، أثارت غضب “واستهجان واستنكار المواطنين، للظروف المحيطة بهذه العملية، التي تمت بحضور عائلة الشهداء الأربعة، وطبيب شرعي بمعية السلطات المحلية ممثلة في شخص نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي، أين تم تجميع الرفات الطاهرة، في علب كارتونية خاصة بمواد غذائية”.
حيال القضية ذاتها، أعرب النائب البرلماني المنحدر من منطقة بن زياد عبد الكريم بن خلاف عن استنكاره ووصفه ما جرى بأنه “المؤسف والمحيّر الذي لا يتقبله عقل”، وعد البرلماني الحادثة بمثابة “إهانة للشهداء ممن ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن يحيا الوطن وشعبه في أمن واستقرار، وخدشا لأسر الشهداء والأسرة الثورية ككل”.
وتساءل بن خلاف في هذا السياق قائلا هل “عجزت البلدية على توفير أربع صناديق خشبية محترمة مغلفة بالعلم الوطني تليق بمقام ما صنعه هؤلاء الشهداء الشجعان أو أن الفعل مقصود؟ أم أنه عن جهل وغير قصد في غياب الضمير؟”.
كما استهجنت فعاليات المجتمع المدني الحادثة، حيث عبر وليد فلاحي، رئيس التنسيقية الجزائرية للإطارات الشبابية ورواد المجتمع المدني عن استنكار منظمته لهذا الفعل، مشددا على أن المساس بالذاكرة الوطنية خط أحمر.
ولفتت صحيفة “الشروق” إلى أنها حاولت مرات الاتصال بهذا الشأن مع “حيدر سعدان رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بن زياد لتقديم توضيحاته بخصوص الحادثة، إلا أن هاتفه عند كل محاولاتنا كان خارج مجال التغطية، في الوقت الذي رفض العضو البلدي الذي حضر مراسيم استخراج الرفات التعليق واكتفى بالصمت”.
المصدر: الشروق