الاجتماع للنوم معا في الأماكن العامة!

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.


هذا النشاط يراد منه التذكير بأهمية النوم والاسترخاء وخاصة في المجتمعات الصناعية برتمها السريع وأثقالها الكبيرة. في هذا اليوم يجتمع البعض كي يناموا معا في الأماكن العامة كالحدائق والساحات وحتى المكاتب ووسائل النقل العمومية.

فكرة هذه العطلة غير الرسمية ظهرت كرد فعل لمشكلة الحرمان المزمن من النوم، والتي تزايدت أهميتها في الحياة العصرية. منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن أكثر من 30 ٪ من سكان العالم يعانون من اضطرابات في النوم، ما يؤثر سلبا على صحتهم وإنتاجيتهم ونوعية حياتهم.

شاع ما يعرف بيوم النوم العام بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والنشطاء الين روجوا لنمط عيش صحي. يتم الاحتفاء بهذا اليوم من خلال نشاطات مثل الاجتماعات وورش العمل وحتى بمسابقات للنوم.

أنصار هذا النشاط يرون في انتشار ظاهرة النوم خارج المنزل مؤشرا جليا على مستوى الضغوط النفسية والعاطفية والجسدية في بعض المناطق وبين بعض الشرائح الاجتماعية. منظمو الفعاليات في هذا اليوم يقترحون أخذ قيلولة في مكان عام أو في أحضان الطبيعة، لإعطاء الجسم فرصة لاستعادة قواه.

الفكرة اقتبست من اليابان، حيث انتشر منذ أكثر من 1000 عام تقليد يسمى “إينيموري”، ويترجم حرفيا في عبارة تقول: “أن تكون حاضرا وأن تنام”.

يُشار إلى أن النوم أثناء النهار في الأماكن العامة ظاهرة منتشرة على نطاق واسع في اليابان. وبحسب التقاليد اليابانية، لا يحظر “إينيموري”، بل يشجعه المجتمع باعتباره علامة على أن الشخص ينام قليلا لأنه يعمل بجد. الاستثناءات الوحيدة غير المقبولة هي تلك التي تهدد السلامة العامة.

إينيموري من حيث الجوهر يجسد المفهوم الياباني للوقت، ما يسمح بفعل العديد من الأشياء المفيدة في قت واحد. أحيانا، نظير المشاركة في فعاليات النوم في الأماكن العامة باليابان، يمكن الحصول على مكافأة لحضور اجتماع من هذا القبيل أو ندوة، إضافة طبعا إلى الاستمتاع بقسط غال من الراحة.

تقليد النوم الياباني في الأماكن العامة، بما في ذلك في المتجر الكبرى والمقاهي والمطاعم، أكثر انتشارا بين كبار السن من الرجال والنساء العاملين في المكاتب لأن الموظفين الأصفر سنا هم تقليديا اكثر نشاطا.

يمارس اليابانيون “إينيموري” أيضا في عربات القطار التي تتحول أحيانا على غرف نوم، يشجع على ذلك معدل جريمة منخفض للغاية، ما يعني إمكانية الاسترخاء والنوم دون القلق من التعرض للسرقة.

من بين أسباب انتشار ظاهرة النوم في الأماكن العامة في اليابان، أن مواطني هذا البلد ينامون فترة قليلة جدا على أسرتهم في منازلهم. دراسة برعاية الحكومة أجريت عام 2015، أظهرت أن 39.5 بالمئة من البالغين اليابانيين ينامون يوميا أقل من 6 ساعات.  

 يشار أيضا إلى أن اليابان تشتهر بثقافة كثافة العمل وطول ساعاته، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الحرمان من النوم بين الموظفين. في هذا الصدد يُعتبر “كاروشي” ويعني الموت من الإجهاد الزائد، أحد المخاطر الصحية الخطيرة المرتبطة بهذه الثقافة السائدة.

في ضوء كل ذلك، اقترح الباحث الياباني ماساهارو موريموتو في عام 2008، تخصيص يوم دولي للنوم العام، في مبادرة للفت الانتباه إلى مشكلة الحرمان من النوم ومضاعفاتها الخطيرة المتزايدة.

المصدر: RT

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.