لقد أحدث إعصار ميلتون دمارا هائلا في جميع أنحاء فلوريدا هذا الصباح حتى مع استمرار جهود التعافي والتنظيف في جورجيا وكارولينا الشمالية وتينيسي وفيرجينيا. واكتسبت المنظمات الخاصة؛ مثل جيش الخلاص، ومحفظة السامري، وفريق روبيكون، الثقة على مر السنين من حيث تأمين الغذاء للفقراء، والضروريات للمجتمعات المدمرة.
أما بالنسبة لوكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية ووزراة الأمن الداخلي والرئيس بايدن ونائبته هاريس فأليكم مثالا على الاستجابة لهذه الكارثة من خلال هذه الاقتباسات الموثقة؛ فقد صرّح وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركس في 2 أوكتوبر: نحن نتوقع ورود الأموال اللازمة لتجاوز الإعصار الوشيك القادم. فنحن لا نملك الأموال اللازمة عند حدوث الإعصار.
لقد أذهل مايوركس المشرعين. ولكن أين ذهبت أموال FEMA؟
جاء تصريح ثان من الرئيس بايدن في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء بأن الحاكم دي سانتيس “كان متعاونا. وقال إنه حصل على كل ما يحتاج إليه. تحدثت معه مرة أخرى بالأمس، وقلت له – لا – أنت تقوم بعمل رائع، كل شيء يتم بشكل جيد ونشكرك على ذلك”. وتحدث الرئيس بعد أن انتقدت نائبة الرئيس هاريس دي سانتيس في محاولة محمومة لكسب بعض وسائل الإعلام المجانية في خضم أزمات الأعاصير المتتالية. ولم يرق هذا لحاكم فلوريدا.
وردّ دي سانتيس على هاريس بقسوة بقوله: لقد كانت نائبة للرئيس لمدة ثلاث سنوات ونصف ورأينا كيف تعاملت مع العواصف، وهي لم تساهم بأي جهود في هذا الإطار. ثم عاد دي سانتيس إلى مهام إدارة الطوارئ بعد هذه الضربة القوية التي وجهتها هاريس بعد اقتراب ميلتون من اليابسة، لكنها كانت واحدة فقط من العديد من اللحظات الرهيبة لنائبة الرئيس هذا الأسبوع.
ولسبب ما، اختارت هاريس المعروفة بتحويل المقابلات السهلة إلى فوضى عارمة يومي الاثنين والثلاثاء لإطلاق حملة خاطفة. فأجابت على أسئلة إد هاريس في برنامج “60 دقيقة”، ثم ظهرت في برنامج “ذا فيو”، وبرنامج “كول هير دادي بودكاست” الذي يتميز عادة بالوقاحة، وبرنامج “ذا ليت شو مع ستيفن كولبير”. وأفضل ما يمكن أن يقال عن هذه المقابلات الأربعة هو أنها لم تكن موفقة بالمرة.
وفي الحقيقة حدثت السقطة السياسية لهاريس عندما سألتها إحدى مؤيداتها، ساني هوستن، في برنامج “ذا فيو”: “هل كنت ستفعلين شيئا مختلفا عن الرئيس بايدن خلال السنوات الأربع الماضية؟ فأجابت هاريس: “لا يوجد شيء يتبادر إلى ذهني، لا شيء!”
لا شيء عن كارثة أفغانستان، سواء كان التخلي عن المواطنين الأمريكيين وحاملي البطاقة الخضراء أو حلفائنا الأفغان؟ ولا شيء عن الحدود الجنوبية؟ ولا شيء حول الإعفاء من قروض الطلاب (الذي حُكِم مرتين بأنه غير دستوري)؟ ولا شيء حول تسليح وزارة العدل؟ ولا شيء عن الكيفية التي كان من الممكن أن تتصرف بها للحد من التضخم الهائل الذي ضرب محلات البقالة والإسكان على مدى الأشهر الخمسة والأربعين الماضية؟
لقد حاولت هاريس إثارة المشاكل مع دي سانتيس لكنها فشلت. وحاولت التسرع في إجراء أربع مقابلات في يومين. لقد جربت كل شيء وكل المؤشرات تشير إلى أن لا شيء ينجح، ويشير تحولها المفاجئ إلى أرض المقابلات إلى أن استطلاعات الرأي الداخلية التي أجرتها قد أثارت قلق فريقها إلى حد كبير.
ولكن هل يشعر الفريق بالقلق حقا، أو ربما يشعر بالرضا سرا؟ إن “فريق هاريس” هو في الأساس فريق جو بايدن، الذي لا يزال في مكانه بعد تنازله المفاجئ عن العرش وصعود هاريس إلى الترشيح. ولكن هل يساعدها هذا الفريق أم يحاربها؟ هل يسمحون لكامالا بأن تكون كما هي أم يحاولون منعها من الكاميرات والميكروفونات؟
لن نعرف حتى تصدر الكتب في أواخر هذا العام أو أوائل العام المقبل لتظهر الحقائق. ولكن بغض النظر عن الكتاب الذي تختاره، فمن المؤكد أن الأعاصير وهاريس وهوستن ستكون لحظات رئيسية في دراما انتخابات 2024.
المصدر: فوكس نيوز
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب