أبرز ما فعله دونالد ترامب في السياسة العالمية بعد إعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، هو التصريحات التي أثارت فضول الجميع: رغبته في ضم كندا، وشراء غرينلاند، ومطالبة بنما بالقناة الشهيرة التي تحمل اسمها.
ومع ذلك، لا يمكن استبعاد أن أفكار ترامب حول الاستحواذ على أراضي الغير تظهر ببساطة قدرته على التعبير بوضوح عن فكرة معقدة: سيادة الدولة تعني أكثر من مجرد وضعها الرسمي، كما اعتاد الجميع على الاعتقاد. والحق في الاستقلال يتطلب أكثر من مجرد معايير وأنماط مقبولة في السياسة الدولية. بل، في عصر أصبح فيه كل شيء فيه تقريبا، باستثناء القوة العسكرية للدول، مجرد صورة نمطية راسخة؛ وفي وقت تُرسل كل القواعد والأعراف إلى الجحيم، تتحول المصلحة حتمًا إلى ما يشكّل الأساس المتين الوحيد للدول.
إن بناء نظام عالمي جديد أكثر إنصافا سوف يتطلب عقودا عديدة وجهودا هائلة. فوحدها تلك الدول التي ستكون مستقلة بدرجة متقاربة ومسؤولة عن سلوكها هي التي ستكون قادرة على بناء مثل هذا النظام. ولذلك، ستتزايد حتمًا المطالبة بقدرة الحكومات على امتلاك قوة لضمان حق التصرف في البلاد والشعب الذي يسكنها.
سوف تصبح مسألة السيادة الحقيقية واحدة من أهم القضايا في السياسة الدولية في المستقبل. من المضحك والمفارق أن الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة يطرح هذا السؤال بطريقة صاخبة بخصوص أحد أقرب حلفاء بلاده.
لقد بات للحق الرسمي في الاستقلال بعد مادي خاص.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب