تشهد سماء الليل حدثا “لا يتكرر إلا مرة واحدة في العمر”، مع عودة “أم التنانين” إلى النظام الشمسي.
ويقوم المذنب 12P/Pons-Brooks، أو 12P اختصارا، الذي يبلغ عرضه 34 كم، بزيارته الأولى لنظامنا الشمسي الداخلي لأول مرة منذ أكثر من 70 عاما.
ويراقب المرصد الشمسي الفضائي STEREO-A التابع لناسا عن كثب المذنب الملقب بـ”أم التنانين” أو كما يشتهر أيضا باسم “مذنب الشيطان”، وتمكن من رصده وهو يدنو من أقرب نقطة له من الشمس، المعروفة باسم الحضيض الشمسي، في 21 أبريل.
Comet 12P/Pons-Brooks is about to make its closest approach to the sun (0.78 AU). NASA’s STEREO-A spacecraft is monitoring the devil comet’s progress. On April 12th it captured 12P passing by Jupiter just as a CME billowed into space.https://t.co/B6qLHga1yvpic.twitter.com/HogdBwSKTo
— Erika (@ExploreCosmos_) April 19, 2024
وفي هذه اللقطات، يمر المذنب بالقرب من كوكب المشتري من منظور المرصد الفضائي، في الوقت الذي ينطلق فيه انبعاث كتلي إكليلي (CME)، وهو طرد كبير للبلازما والمجال المغناطيسي، من الشمس إلى الفضاء.
وتتشكل الانبعاث الكتلية الإكليلي بطريقة مشابهة للتوهجات الشمسية: فهي نتيجة تحوير وإعادة تنظيم المجال المغناطيسي للشمس، المعروف باسم إعادة الاتصال المغناطيسي.
وعندما “تتشابك” خطوط المجال المغناطيسي هذه، فإنها تنتج مجالات مغناطيسية موضعية قوية يمكنها اختراق سطح الشمس وإطلاق الانبعاث الكتلي الإكليلي.
وفي الفيديو الخاص بوكالة ناسا، يمكن رؤية تحوير في ذيل المذنب 12P/Pons-Brooks، والذي تم إنشاؤه أثناء “حدث الانفصال” الناجم عن الانبعاث الكتلي الإكليلي أو عاصفة قوية من الرياح الشمسية، وفقا لموقع Spaceweather.com.
وأثناء حدث الانفصال، يمكن لهذه الانفجارات الشمسية أن تقتلع ذيل المذنب وتجبره على الابتعاد عنه.
وفي 21 أبريل، مر المذنب 12P/Pons-Brooks على بعد نحو 116.8 مليون كم (72.6 مليون ميل) من الشمس، وهذا يعادل ثلاثة أرباع مسافة الأرض من الشمس.
وقد اكتسب المذنب اهتماما إعلاميا كبيرا في السنوات الأخيرة بسبب وهجه المفاجئ في السطوع والمظهر المتغير.
وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لهذه التوهجات غير معروف، إلا أن ريتشارد مايلز من الجمعية الفلكية البريطانية يعتقد أن المذنب 12P/Pons Brooks قد يكون واحدا من 10 إلى 20 مذنبا معروفا تحتوي على براكين جليدية نشطة.
وتتمثل “الصهارة” في هذه البراكين في خليط بارد من الهيدروكربونات السائلة والغازات الذائبة، وجميعها محاصرة تحت سطح يشبه الشمع، حسبما ذكر عالم الأرصاد الجوية جو راو سابقا.
ويتوهج المذنب باللون الأخضر المميز في سماء الليل، ويمكن رصده بالعين المجردة، إلا أنه ما يزال خافتا، حيث سيبلغ ذروة سطوعه في يونيو 2024، عندما يصل إلى أقرب نقطة له من الأرض.
ويستغرق الأمر 71.3 سنة ليكمل المذنب دورة كاملة حول الشمس، وهذا يعني أن فرص رؤيته لا تأتي إلا مرة واحدة أو ربما مرتين في العمر.
واكتسب المذنب 12P/Pons-Brooks لقب “مذنب الشيطان” عندما تسبب انفجار كبير في 20 يوليو 2023 في حدوث ذؤابة تشبه القرون في المذنب.
بينما لقب باسم “أم التنانين” نسبة لشخصية “دينيرس تارغارين” في مسلسل “صراع العروش” التي كان تمتلك 3 تنانين في هذه الملحمة الخيالية، وكذلك مذنب 12P/Pons-Brooks يمتلك تركيبة ثلاثية من الجليد والغبار والمواد الصخرية.
المصدر: سبيس
Source link