RT
تصارع أحزاب الوسط في الغرب للبقاء في وجه التيار اليميني المتشدد الذي يتصاعد ويكسب شعبية هائلة في الأوساط الشعبية، وفق لي هوكستادرفي واشنطن بوست.
تعادي الأحزاب اليمينية المتطرفة القيم السائدة في أمريكا وأوروبا. ويظهر اليمينيون عداءهم ضد الأقليات والمهاجرين والمثليين وحقوق المرأة وعلوم المناخ وضد الديمقراطية التعددية نفسها.ويخضع بعض هذه الأحزاب لسيطرة دونالد ترامب. وهذا يفرض واقعا صعبا على القادة الغربيين الذين يجاهدون للحفاظ على مناصبهم في ظل هذا الواقع.
لقد فشل رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز في الفوز لتشكيل حكومة بسبب إصرار الحزب اليميني المتطرف على إلغاء القوانين التي تحمي المرأة من العنف. وهذا دفع سانشيز للتحالف مع “الشياطين” الانفصاليين والعفو عن المساجين السياسيين الفاسدين ليتمكن من الاحتفاظ بمنصبه. مما أثار انقلابا في أوساط حزب اليمين المتطرف، فوكس، الذي يمكن أن يأخذ إسبانيا للمجهول.
أما في ألمانيا فقد أبرم المستشار أولاف شولتز اتفاقا تاريخيا مع الحزب البديل AfD بدلا من حزب الخضر الذي كان داعما للهجرة. وسيقوم هذا الحزب بتخفيض المزايا الاجتماعية للمهاجرين، وسيقوم بتسريع إجراءات الترحيل. والجدير بالذكر أن الحزب البديل هو ثاني أكثر الأحزاب شعبية في ألمانيا.
في فرنسا تظهر استطلاعات الرأي صعود شعبية مارين لوبان القومية المتطرفة بشكل مثير للقلق. وهذا الأمر يدفع ماكرون لاتخاذ قرارات تغير هوية الدولة الفرنسية التي تتغنى بالتسامح؛ حيث منع الفتيات المحجبات من ارتداء الحجاب في المدارس العامة في محاولة منه لتهدئة الناخبين المنجذبين لمارين لوبان.
لاتوجد رصاصات سحرية لتقليص جاذبية الأحزاب اليمينية المتطرفة في أمريكا وأوروبا. وما يقوم به الوسطيون الأوروبيون للحفاظ على مناصبهم لن يفيد الأحزاب التقليدية في أوروبا في البقاء.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب