مليونيرة أمريكية تشهر السلاح ضد الرأسمالية!

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.


بطلة هذه القصة المثيرة هي المليونيرة الأمريكية باتريسيا كامبل هيرست، حفيدة ويليام راندولف هيرست، الناشر وقطب الإعلام الأمريكي الشهير، وقد اختطفت أمام أعين خطيبها من شقتها في مدينة بيركلي بولاية كاليفورنيا يوم 4 فبراير 1974، في حادثة تعد الأشهر من نوعها في الولايات المتحدة.

اقتيدت المليونيرة الأمريكية الشابة بالقوة من قبل مجموعة إرهابية بقيادة رجل من أصول إفريقية يدعي دونالد ديفريز.  

طالب الخاطفون في البداية استبدال باتريسيا بعضوين للجماعة يقضيان أحكاما بالسجن، إلا أن المشروع فشل، واستبدله الإرهابيون بطلب آخر يتمثل في أن تتولى أسرة المليونيرة إطعام جميع الجياع في كاليفورنيا، إلا أن المهمة كانت عسيرة وثبت أنها مستحيلة حتى على أصحاب الملايين. بعد مفاوضات طويلة، حصل الخاطفون من والد الشابة على مبلغا بقيمة 2 مليون دولار، لكنه لم يسترد ابنته.

جيش تحرير باسم غير مألوف:

المثير أن الخاطفين ينتمون إلى جماعة يسارية متطرفة تسمى “جيش التحرير التكافلي”. هذه المجموعة  ظهرت أوائل السبعينيات وتدعو إلى الكفاح المسلح ضد الحكومة الأمريكية، وكانت تقدم نفسها على أنها مناهضة للعنصرية وتقاتل من أجل المساواة في الحقوق، وتسعى إلى تحرير الولايات المتحدة من الرأسمالية بالكفاح المسلح.

تحولت بعد ذلك قصة الاختطاف إلى سيناريو لا يقل إثارة عما تعرضه هوليوود في أفلامها البوليسية. الشابة التي تركت لحالها من طفولتها دون رعاية لصيقة، وتعودت على فعل كل ما يحلو لها، تبنت فجأة أفكار خاطفيها الذين ادعت لاحقا إنهم هددوها بالقتل واحتجزوها رهينة في خزانة ضيقة مقيدة اليدين والقدمين. علاوة على ذلك وأرسلت إلى عائلتها في 3 أبريل 1974 تسجيلا صوتيا أعلنت فيه بنبرة حازمة انضمامها إلى “جيش التحرير التكافلي”، إضافة إلى توجيهها انتقادات حادة لعائلتها وللنظام الرأسمالي.

لم تكتف باتريسيا بالكلام، بل شاركت في 15 أبريل من نفس العام مع أعضاء آخرين من الجماعة في سرقة بنك هيبرنيا في مدينة سان فرانسيسكو. كاميرا المراقبة في البنك التقط صورا لها أثناء عملية السطو وهي تحمل رشاشا بين يديها.

شاركت المخطوفة السابقة في هجمات أخرى مع أصدقائها الجدد إلى أن تم القبض عليها في سبتمبر. بعد أن وقعت في قبضة الشرطة تعاونت باتريسا مع المحققين بنشاط، وزعمت أنها تعرضت لغسيل دماغ، وتطوع بعض عملاء مكتب التحقيق الفدرالي للدفاع عنها والتشديد على أن اللقطات المصورة لها في عمليات السطو تظهر “بوضوح” أنها كانت مجبرة على العمل مع خاطفيها تحت تهديد السلاح.

محاموها تمسكوا برواية تقدمها على أنها شابة مسكينة وقعت ضحية للخطف والابتزاز والتهديد، وأنها ارتكبت جرائم خوفا على حياتها، ولم يكن أمامها من خيار آخر، ودليلهم في ذلك أنها فقدت الكثير من وزنها، وعانت من الكوابيس ومن هفوات في الذاكرة.

لم تظهر الفحوص الطبية المختصة أي اعراض لمشاكل نفسية لدى باتريسا، وأدانتها المحكمة في 20 مارس 1976، وقضت بسجنها 7 سنوات. جلسات المحكمة حظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام ورافقتها أيضا حملة عامة كبيرة لدعم باتريسا. في ضوء ذلك وجد الرئيس الأمريكي في ذلك الحين جيمي كارتر نفسه مضطرا إلى التدخل وخفض مدة سجنها. بعد أن قضت 22 شهرا أطلق سراحها في 1 فبراير 1979.  

 

بعد شهرين من خروجها من السجن، تزوجت باتريسا من أحد حراسها، وعاشت معه إلى أن توفى في عام 2013. ابنة العائلة الأمريكية الثرية تبلغ الآن من العمر 71 عاما، وهي تعيش في ضواحي نيويورك حيث تنشط في الأعمال الخيرية. باتريسا كانت كرست حياتها منذ عام 2008 لتربية الكلاب النادرة، وحصلت على عدة جوائز في هذا الميدان.

المصدر: RT

 

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.