Gettyimages.ru
أوضح الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، أن فهم كلمة “الجهاد” في القرآن الكريم كله على أنها القتال بالسيف هو “فهم خطأ”.
وخلال حديثه لبرنامج “أبواب القرآن”، قال محمد سالم أبو عاصي: “ضيقنا المفهوم في هذا فقط، مع أن الجهاد جهاد للنفس وجهاد للشيطان وجهاد في نشر الدعوة والمرحلة الأخيرة الجهاد بالسيف” عند حالة الاعتداء.
وأردف أبو عاصي: “القرآن الكريم يقول وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم.. العلماء يقولون إن قول الذين يقاتلونكم قيد بمنزلة العلة”، مضيفا: “وقاتلوا في سبيل الله.. ما هي العلة أن تقاتل في سبيل الله.. الذين يقاتلونكم.. يعني إذا لم يقاتلني، فليس من حقي أن أقاتله”.
وأكد العالم الأزهري أن النص يقول “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، والاعتداء مجاوزة للحد يعني هو اذا اعتدى عليك رد عدوانه بالمثل ولا تتجاوز في رد العدوان في الحرب”.
وأضاف أن الآية قالت: “(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).. ويقول في الآية الثانية.. “(فإن اعتدوا عليكم فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدى عليكم) بالمثل لا بصورة أعلى.. هذا يفسر عدم مجاوزة الحد”.
وأوضح أن “العلة في القتال هنا باللغة القديمة هي درء الحرابة، مستطردا: “درء الحرابة يعني لا يؤذن لي بالقتال إلا إذا اعتدى عليّ الاخر، فأنا أرد العدوان، الحرابة درء الحرب عني وهذا أمر مشروع”.
وأوضح سالم أبو عاصي قائلا: “المفهوم المرفوض أنك تبدأ الناس بالعدوان أو تبدأ الناس بالقتال.. الائمة أبو حنيفة ومالك وأحمد المذاهب الثلاثة، وقول عند الشافعي، على أن مشروعية القتال في الاسلام لدرء الحرب وليست لابتداء الحرب وليست لإرغام الناس على الدين وليست لإكراه الناس على الدين والآية واضحة ومحكمة لا إكراه في الدين”، مردفا: “هناك من يقول بأن آية (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) ناسخة، متسائلا بشأن تفسيرها هل يجب أن نقتل فورا؟ وقال “وإن اعتدوا عليكم فاعتدوا.. هذه منسوخة حكمها ملغي، لأننا نرد العدوان”.
واستكمل أبو عاصي: “لذلك الشيخ محمد الغزالي يقول: وربما هب سفيه وقال لنا بأن فاقتلوهم حيث ثقفتموهم بأنها ناسخة للآيتين، فالضمير هنا فاقتلوهم راجع للسياق للمعتدين فهو رد العدوان”، مضيفا: “”لا بد وأنت تفسر إنك توجد الاتحاد الكلي في المعنى”.
وتابع العالم الأزهري: “في آيات قال و(أخرجوهم) هذه متقدمة في اللفظ وتقول و(أخرجوهم من حيث أخرجوكم) ايضا المقصود اللذين بدأوا الاعتداء، وعلى هذا كثير، فالآيات القرآنية محكمة على أننا لا نبدأ احدا بالقتال”.
المصدر: “صدى البلد”