ورغم تمسك الحزب اللبناني بحصر هجماته في “إسناد غزة”، لكن الاستفزازات الإسرائيلية لم تتوقف، وعملت إسرائيل على اغتيال قيادات بالحزب وتنفيذ عمليات نوعية، آخرها تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي، والتي مثلت -بحسب خبراء- ضربة قوية لاسيما على المستوى النفسي، وأسقطت أكثر من 3500 مصاب، و37 قتيلا حتى الآن.
ويتوعد “حزب الله” إسرائيل بـ”الحساب العسير”، بعد عملية تفجيرات أجهزة “البيجر”، وقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في خطابه اليوم، إن الرد على إسرائيل “آت لا محالة”، وفي المقابل تحشد إسرائيل قواتها على الحدود، ويقول وزير دفاعها إن مركز الثقل في الحرب (التي كانت في غزة جنوبا) انتقل إلى الشمال.
ويزيد التصعيد الإسرائيلي من مخاوف المجتمع الدولي ودول المنطقة من الذهاب إلى حرب شاملة، لن يتوقف نطاقها على لبنان وإسرائيل.
ويقول الخبير العسكري اللبناني، العميد إلياس حنا، إن “كل المؤشرات تضعنا أمام هذه الصورة، فإسرائيل تحشد قواتها على حدود لبنان، وتتحدث بجدية في هذا الأمر”، مشيرا إلى نقل جيش الاحتلال الفرقة 98 من غزة إلى شمال فلسطين، ليصبح على حدود لبنان 5 فرق عسكرية بدلا من 4 في جاهزية لأي تطور.
وأضاف حنا، في تصريحات لـRT أن المؤشرات كلها تقول أن لبنان حان دوره بالنسبة لإسرائيل بعد عام من الحرب في غزة، لكنه استبعد في ذات الوقت ذهاب إسرائيل، إلى حرب برية شاملة، لأنها ستتكبد خسائر كبيرة أمام حزب الله.
ويرى الخبير العسكري اللبناني أن إسرائيل قد تسعى إلى السيطرة على منطقة من 8 إلى 10 كيلومترات داخل لبنان، من خلال القصف المدفعي والجوي فقط، دون الدخول بريا لأن كلفته ستكون عالية جدا.
وخلال الأيام الأخيرة صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأن مركز الثقل انتقل إلى الشمال، وأن الجيش أصبح على مشارف جديدة للحرب، وأن من يسيطر على الجو يسيطر على كل الأمور.
واعتبر حنا أن “حديث غالانت عن الجو، يعكس تفكير الاحتلال في الضربات الجوية، لإعادة الطمأنينة إلى نفوس سكان المستوطنات الشمالية وإعادتهم إلى هناك، بعد نزوح عشرات الآلاف جراء هجمات حزب الله، كما أنه يعرف مدى الخسائر التي مني بها الجيش في العدة والعتاد والمعنويات خلال عام من الحرب في غزة، وصار مستنزفا إلى حد كبير”.
ووصف موقف غالانت من لبنان، بالغريب والمتناقض، فهو كان مع إنهاء العملية في غزة عن طريق المفاوضات، وخروج الجيش من محوري فيلادلفيا ونتساريم، لإتمام اتفاق استعادة المحتجزين في غزة، ما سبب خلافا مع نتنياهو، الذي كان قريبا من إقالته.
وعن تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية، قال إنها “تمثل تحولا كبيرا في هذا الصراع، ويمثل جريمة جماعية ضد الإنسانية، لأن معظيم المصابين في انفجارات البيجر هم من بيئة مدنية حتى لو كانوا ضمن صفوف حزب الله، فالقسم الأكبر منهم يعمل في الشأن اللوجيستي والإداري، ولم يكونوا على الجبهة، ولكن في بيوتهم وفي بيئة مدنية”.
وأكد أن هذا “العمل التخريبي” لن يؤثر على سياق العمل الميداني لحزب الله، ولكن سيؤثر نفسيا، بينما خطاب الأمين العام للحزب حسن نصر الله، قادر على إعادة الشحن نفسيا.
وتابع: “الحزب سيظل قادرا على توجيه ضربات موجعة، خاصة إذا حاولت إسرائيل تنفيذ أي تقدم بري، وبرأيي ستتوسع نطاق المعارك وسنذهب إلى حرب مفتوحة، لذلك إسرائيل تعيد حساباتها وستكتفي بضربة جوية على سبيل المثال”.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});