كيف تمت تصفية صلاح جديد في سجون الأسد؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.



إقرأ المزيد

وأضاف جديد خلال حديثه في برنامج “قصارى القول” مع سلام مسافر على قناة RT عربية: “في أيام الوحدة بين مصر وسوريا، تم حلّ حزب البعث آنذاك، وكان العقيد مصطفى حمدون يتمتع بصداقة مع الملحق العسكري قبل الوحدة، وقد طلب من الملحق قائمة بأسماء الضباط البعثيين في الجيش. وبعد ذلك، نفذ الانقلاب على أديب الشيشكلي عام 1954، ونُقل بعض الضباط المذكورين إلى مصر، فيما أُخرج أصحاب الرتب الكبيرة من الجيش ووُضعوا في السلك الدبلوماسي”.
وتابع: “في مصر، كانت هناك لجنة عسكرية مشكَّلة بقيادة العقيد بشير صادق، والمقدم مجد هنيدي، وبندوق غاشوري، ومحمد عمران الذي كان أصغرهم رتبة. هؤلاء الضباط فكروا في إعادة تشكيل اللجنة، وأكدت اللائحة على أساس التواجد في القاهرة وأيضًا الاختصاص. وتشكلت اللجنة من المقدم محمد عمران، وصلاح جديد، وأحمد المير، وعبد الكريم الجندي، وعثمان كنعان، وحافظ الأسد، بالإضافة إلى شخص آخر لا أذكر اسمه”.
وأضاف: “كانت هناك تشكيلة من كل الأطياف والطوائف، ولم تُبنَ على أساس طائفي على الإطلاق. وكان حافظ الأسد موجودًا فيها، وهو الطيار الوحيد من بين المجموعة، حيث كان يخدم في الأرصاد الجوية على مسافة 70 كم من القاهرة”. وأوضح أنهم “كانوا يتواجدون ويجتمعون هناك، وفي نفس الوقت كنت أعيش في طابق واحد مع المرحوم صلاح جديد، وأحيانًا أسمع حديثهم، ولم يحكِ أحدهم على أساس طائفي”.
وأشار جديد إلى أنه “بعد الانفصال، وفي شهر أكتوبر، تم تسريح 63 ضابطًا، من بينهم جميع أعضاء اللجنة العسكرية. وخلال هذه الفترة، كان لا بد لهم من ضم أشخاص ليكونوا في الجيش، بينهم: حمد عبيد الذي كان رائدًا، والنقيب حسين ملحم، وموسى الزعبي. وبالتالي، زاد العدد ولم يكونوا فقط ثلاثة (محمد عمران، وصلاح جديد، وحافظ الأسد)، كما يُشاع في الإعلام”.
وأردف: “بعد ذلك، أعلن حافظ الأسد الانقلاب على نور الدين الأتاسي، واعتقله مع القيادة التاريخية التي كان من بينها صلاح جديد، وزُجَّ بهم في السجن. حاول الأسد مساومة نور الدين الأتاسي على أن يبقى في منصبه كرئيس للجمهورية، ولكنه رفض، فتم اعتقاله ووضعه في سجن المزة العسكري بدمشق. وفي ذلك الوقت، كان صلاح جديد هناك، وكانت صحته جيدة باستثناء آلام في المفاصل، وكان يطلب زيارة الأطباء للعلاج. لكن تبين فيما بعد أنهم حقنوه بإبرة تستهدف الأعضاء الحيوية في الجسم، ونُقل بسرعة إلى المستشفى حيث توفي مسموماً”.
وشدد على أن “التسمم كان واضحًا من ملامح وجه جديد بعد حقنه، كما أصدرت اللجنة الطبية تقريرًا (تمتلكه عائلة صلاح جديد) يبين أنه كان هناك هبوط في الضغط وفشل في الكلى. ومن المعروف أن فشل الكلى يسبب ارتفاعًا في الضغط، وليس هبوطًا”.
وأشار إلى أنه أثناء دفن صلاح جديد في قريته بقضاء دور عبدة في جبلة، طالب أقرباؤه بإسقاط حافظ الأسد واعتقال أبناء أخوة جديد كنوع من الانتقام”.
وكشف أن “نور الدين الأتاسي كان يعاني من سرطان البلعوم، ورفضوا معالجته حتى انتشر المرض في جسمه. عندها نُقل إلى فرنسا للعلاج، لكنه كان يحتضر. وهناك، تساءل الأطباء عن سبب التأخر في علاجه، ما أدى إلى وفاته على الفور”.
وأوضح محمود جديد أنه “مع انعقاد مؤتمر مدريد للسلام يوم 30 أكتوبر 1991، والذي كان الهدف منه التوصل إلى اتفاق مع القيادة الصهيونية، كان صلاح جديد ورفاقه معروفين بأنهم رافضون لذلك الصلح. وبالطبع، كان حافظ الأسد على دراية بموقفهم، فلم يرغب في إخراجهم من السجن، بل أراد التخلص منهم قبل إصدار نتائج مؤتمر مدريد. لأن حينها سيقول البعض، سواء داخل الحزب أو من رفاق حافظ الأسد: كيف تصالح العدو وتترك رفاقك غير المحكومين، ولم توجه لهم أي أسئلة أو محاكمة، وهم أقدم سجناء سياسيين في التاريخ لم تصدر بحقهم أحكام”.

Play

المصدر: RT

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.