تحدث المحلل الاقتصادي المصري المختص بشؤون الذهب والمستشار الاقتصادي للشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية المصرية وائل شبهون عن أسباب الارتفاع الجنوني لأسعار الذهب في مصر.
وأوضح المحلل المصري في تصريحات لـRT أن الأسواق العالمية تحركا واسعا لأسعار الذهب عقب بيان الفدرالي الأمريكي بشأن السياسة النقدية الأمريكية، ليلقي هذا الخطاب الذي أكد تغير السياسة الأمريكية المتشددة تجاه أسعار الفائدة بظلاله علي الأسعار العالمية اللحظية للمعدن النفيس.
ونوه بأن الأسواق حصلت على مفاجأة حذرة من بنك الاحتياطي الفيدرالي، في حين تركت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أسعار الفائدة دون تغيير، وتحولت اللجنة ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من خطابهما المتشدد لتخفيف السياسة النقدية المتشددة، بما في ذلك تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل وأشارت “المخططات النقطية” لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الآن إلى ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة (بإجمالي 0.75٪) في عام 2024.
وأشار شهبون إلى أن أسعار الذهب ارتفعت مرة أخرى فوق 2000 دولار، وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي بشكل حاد كما انخفضت عوائد سندات الخزانة حيث انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى أقل من 4٪.
وتابع: “ومع اتخاذ بنك إنجلترا والبنك الأوروبي نفس الارجاءات المتعلقة بتثبيت اسعار الفائدة اتجهت الاستثمارات العالمية طريقا جديدا نحو الذهب بما خلق ارتفاعات مستمرة في اسعاره علي مدار الاسبوعين الماضيين”.
وأكد أنه على المستوي المحلي بالأسواق المصرية سجلت الأسعار ارتفاعا تاريخيا جديدا عقب الارتفاع العالمي الذي شهدته الأسواق عقب خطاب الفدرالي الأمريكي ليسجل السعر 3330 جنيها لجرام عيار 21 ، وسط اقبال كبير علي شراء السبائك و الجنيهات الذهبية أملا في جني الأرباح العالية مع التخفيض الأول لأسعار الفائدة من قبل الفدرالي الأمريكي والذي من المتوقع ويكون سببا في ارتفاع تاريخي لاسعار الذهب بالأسواق اعالمية خاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية في مناطق متفرقة من العالم و استمرار معاناة الاقتصاد العالمي من الأثار التضخمية الناجمة عن العقوبات الاقتصادية الغربية علي الاقتصاد الروسي و التي تسببت في اضرار عالمية أكبر مما حققته للحد من الصراع الدائر علي الحدود الأوكرانية.
وأوضح المستشارالاقتصادي للشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية المصرية وائل شبهون أن ارتفاع الطلب المحلي والذي تزامن مع ارتفاع الطلب الموسمي لاستقبال الاعياد المقدسة و بداية العام الجديد خلق ضغطا اضافيا علي الأسواق المصرية والتي لا تتمع بمعروض كاف من خام الذهب لمقابلة هذا الطلب الكبير.
وتابع أنه: “بالرغم من تسجيل الذهب لهذه الأسعار القياسية والتي تتعدي السعر العالمي الا أن الأسواق قد بدأت في التراجع النسبي صباح اليوم عقب اعلان الشعبة العامة للذهب عن توقعاتها بانخفاض اسعار الذهب مع بداية موسم اجازات منتصف العام استفادة العائدين والوافدين من الخارج بالاعفاء الجمركي علي واردات الذهب بما سيخلق كميات اضافية من المعروض ستحقق توازنا بين العرذ و الطلي المتزايد بما سيتسبب في انخفاض الاسعار و هو ما خفف الضغط الشرائي علي الذهب في الوقت الحالي و خفض الاسعار لتتراوح بين 2220 و 2250 خلال كتابة هذا التقرير”.
وقال الخبير المصري: “ونحن نري أن مع انضمام مصر لاتفاقية البريكس و دخولها في حيز التنفيذ مع بداية العام المقبل أن الأسواق قد ترصد بداية ظهورالذهب الروسي بالأسواق المصرية و ظهور للمشغولات الذهبية المصرية بالأسواق الروسية و هو ما يعكف علي دراسته اعضاء الشعبة العامة للذهب و المجوهرات باتحاد الغرف التجارية المصرية ، فهناك أهمية مشتركة لتبادل الذهب بين مصر و روسيا ، حيث تمتلك روسيا الأحتياطي الأكبر من خام الذهب ضمن دول مجموعة البريكس كما تتميز بانتاجها لخام المعدن الأصفر كما لا تملك مصر من السيولة الدولارية ما يكفي لاستيراد الذهب من الأسواق الخارجية فمن المفضل للاقتصاد المصري تبادل تلك السلعة الهامة بعملات أخرى غير الدولار”.
وتساءل: “هل ستتحق هذه النظرة المتفائلة و تشاهد الأسواق المصرية مشاركة روسية قوية في معرض الذهب المصري و يتم تشجيع تنمية التبادل التجاري بين الدولتين في هذا المجال أعتقد ان المستقبل القريب قد يجيب علي هذا التساؤل وحتي ذلك الحين تبقي الأسواق المصرية في تحرك مستمر استجابة للأسعار العالمية من ناحية و تحت ضغط ارتفاع الطلب وانخفاض المعروض موسميا و تبقي الأسعار بأسواقها المحلية أعلي قليلا في بعض الأحيان أو كثيرا في أحيان أخري عن السعر العالمي”.
المصدر: RT
القاهرة – ناصر حاتم
Source link