في حين أن موضوع أسبوع المياه العالمي، الذي ينظمه معهد ستوكهولم الدولي للمياه منذ عام 1991 ويستمر من 25 إلى 29 أغسطس هذا العام، هو “كسر الحدود: المياه من أجل السلام والتنمية المستدامة”، فإن ندرة المياه التي تسببت فيها إسرائيل في غزة تخلق حاجزا أمام تحقيق مستقبل سلمي ومستدام.
ويكافح الفلسطينيون الذين فقدوا منازلهم وأراضيهم وسبل عيشهم بسبب الهجمات الإسرائيلية من أجل البقاء على قيد الحياة في الخيام التي أقامتها منظمات الإغاثة أو في المدارس والمستشفيات التي تم تحويلها إلى ملاجئ.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة الإغاثة الدولية أوكسفام بعنوان “جرائم حرب المياه”، ففي حين أن 15 لترا من المياه للشخص الواحد يوميا ضرورية للبقاء على قيد الحياة في حالات الطوارئ، فإن سكان غزة لا يحصلون إلا على 4.7 لترات فقط لجميع احتياجاتهم، بما في ذلك الطبخ والاستحمام والتنظيف، ويمثل هذا انخفاضا بنسبة 94% مقارنة بمستويات ما قبل الهجوم الإسرائيلي.
وحتى 26 مايو، انخفض إنتاج المياه النظيفة في قطاع غزة بنسبة 84% بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية نتيجة للهجمات، ومشاكل الوقود والكهرباء، والقيود الإسرائيلية المفروضة على دخول إمدادات المياه والصرف الصحي.
وبحلول الثالث من يونيو الماضي، دمرت إسرائيل جميع مرافق تخزين المياه والصرف الصحي في مدينة غزة وخان يونس.
وقبل الهجمات الإسرائيلية، كان المهندس الزراعي محمد أبو عودة البالغ من العمر 46 عاما يعيش حياة طبيعية مع زوجته هالة (39 عاما) وبناته سارة (16 عاما) وأسماء (10 أعوام) وآية (7 أعوام) وابنه إبراهيم (14 عاما)، في شقة مساحتها 150 مترا مربعا في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، إلا أن الهجمات غيرت حياتهم بشكل جذري منذ ذلك الحين.
وقال عودة، الذي فقد منزله وعمله في الهجمات ويقيم الآن مع شقيقته في منطقة المواصي بمدينة خان يونس، لوكالة “الأناضول” إنه على الرغم من الصعوبات الكبيرة، فقد تمكنوا من البقاء على قيد الحياة بفضل مساعدات منظمات الإغاثة.
وأشار إلى أن هذه المساعدة أصبحت ضرورية لعائلته، لكنهم ما زالوا يواجهون تحديات خطيرة في العثور على الطعام والماء، وقال عودة إنه يضطر إلى الانتظار في طوابير طويلة عند مصادر المياه عدة مرات في اليوم أو دفع المال للحصول على الماء.
ووصف كيف تم قصف منزلين قريبين أثناء انتظاره في الطابور لملء حاويات المياه مرتين، وقال: “لقد حمانا الله، لكننا كنا خائفين للغاية في كل مرة حيث كانت حطام الصواريخ وشظايا المنازل المستهدفة تتجه نحونا، مما أدى إلى إصابة الناس”.
وأضاف عودة إنهم يواجهون صعوبات في العثور على المياه المنزلية ومياه الشرب، حيث ويخرج هو وابنه إبراهيم في الصباح الباكر كل يوم للبحث عن الماء، وبعد الانتظار لساعات عند مصدر للمياه، تمكنوا من جمع لتر واحد فقط لكل شخص لاستخدامه في المنزل.
وأكد عودة أنه عند الحاجة لمزيد من المياه خلال النهار فإنهم يضطرون للوقوف في طوابير أخرى، مما يؤدي إلى ضياع الوقت والطاقة بسبب بعد مصادر المياه عن منازلهم.
وأضاف أنه بما أنهم لا يملكون معدات للتنقية فإنهم يحاولون جعل المياه أكثر نظافة وصالحة للاستخدام باستخدام القماش أو القطن.
وفي خضم ذلك، يخيم شبح الأمراض الخطيرة على قطاع غزة، حيث كان الطفل عبد الرحمن أبو الجديان البالغ من العمر عشرة أشهر هو أول حالة مؤكدة من شلل الأطفال في غزة، وهو الآن مصاب بالشلل في ساقه.
ومثل العديد من الفلسطينيين في غزة، تعيش أسرته في مخيم مزدحم محاط ببرك من المياه القذرة وأكوام من مياه الصرف الصحي، ولم يتم تطعيمه قط لأنه ولد قبل الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر على القطاع، والذي أجبر أسرته على فرار من مكان سكنهم.
وقد أكد التشخيص أسوأ مخاوف العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية ودفع الأمم المتحدة إلى إطلاق حملة تطعيم، بدأت هذا الأسبوع.
المصدر: الأناضول
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link