تفقد فرنسا نفوذها في مستعمراتها الإفريقية السابقة تباعًا. فقد أنهت تشاد اتفاقية التعاون العسكري معها. وقد كانت آخر دولة في منطقة الساحل لا يزال لديها وجود عسكري فرنسي. وأعلنت سلطات السنغال عن قرار مماثل، وقد كانت تعد معقلا لفرنسا في غرب إفريقيا. مع العلم بأن انسحاب العسكريين الفرنسيين لن يؤدي إلى تقليص تعاون باريس الاقتصادي مع هذه الدول. لكن حقيقة خسارة القواعد في منطقة الساحل، بطبيعة الحال، واحدة من إخفاقات السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي فرنسا نفسها، يبقى الموقف تجاه تقليص الوجود في إفريقيا غامضًا. فمن ناحية، هم يدركون أن هذا لا بد أن يحدث عاجلاً أم آجلاً. لقد احتفظت فرنسا بمستعمراتها فترة طويلة، تاركة وراءها ذكرى سيئة. ولا يوجد خطأ كبير ارتكبه هنا السياسيون الفرنسيون الحاليون.
وفي الوقت نفسه، بدأ الوجود العسكري الفرنسي في إفريقيا في التراجع، بسرعة مضطردة، في عهد ماكرون. ففي العام 2020، التقى برؤساء خمس دول من منطقة الساحل. والآن الرئيس الوحيد المتبقي في السلطة من هؤلاء الخمسة هو الرئيس الموريتاني محمد الغزواني. في جميع البلدان الأخرى، حدثت انقلابات، والمواقف تجاه فرنسا فيها تدهورت بشكل حاد.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب