أفاد بذلك مؤرخ أجهزة المخابرات أوليغ خلوبوستوف، وشدد في حديث لمراسل نوفوستي على أن تلك المزحة السمجة كانت استمرارا للسياسة العدوانية للغاية التي ينتهجها البيت الأبيض، والتي بدأت بقصف الولايات المتحدة لمدينتي هيروشيما وناغازاكي بالقنابل الذرية.
في يوم 11 أغسطس من عام 1984، أدلى ريغان الذي شغل منصب رئيس الولايات المتحدة في تلك السنة، ببيان أثار الذهول في جميع أنحاء العالم أعلن فيه بدء قصف الاتحاد السوفيتي “بعد خمس دقائق” بالأسلحة النووية، وهو ما وصفه بالمزحة لاحقا.
وقال خلوبوستوف، إن “ريغان كان يعتبر نفسه الشخص المكلف بأعلى مهمة سامية – سحق الشيوعية. وكان يتحدث عن ذلك باستمرار أمام حاشيته عندما أصبح رئيسا. وبعد التنصيب مباشرة، بدأ يظهر أنه يعتبر مهمته الرئيسية – إنهاء الحرب الباردة بالانتصار على الاتحاد السوفيتي”.
وأضاف المؤرخ: “وفي 11 أغسطس 1984، قال ريغان، عند استعداده لمخاطبة الأمة برسالة دورية دون أن ينتبه إلى أن الميكروفون كان يعمل في الاستوديو، إنه أعطى الأمر بضرب الاتحاد السوفيتي، وأنه لم يتبق سوى خمس دقائق قبل إطلاق الصواريخ. وفقط عندما شاهد كيف أصفرت وجوه الحاضرين في الاستوديو، أدرك ريغان أنه قال شيئا مريعا. وبعد أن انتبه إلى ضوء تحذير بشأن الميكروفون العامل، قال: آسف، لقد مزحت بشكل غير لائق”.
ويرى المؤرخ، أن هذه المزحة لم تكن عشوائية بتاتا، بل “طفح ريغان وأخرج ما كان بداخله” من نوايا.
أثارت “مزحة” ريغان تلك، الامتعاض في موسكو بسبب انخفاض مستوى الفكاهة والتفكير لدى ريغان وبسبب الهوس الذي يسيطر على النخبة في واشنطن.
ووفقا لبعض المصادر، تم الرد بشكل متماثل على “المزحة” الأمريكية، وفي 15 أغسطس، بثت قيادة الشرق الأقصى السوفيتية النص المشفر التالي: “الآن سنبدأ عمليات عسكرية ضد القوات الأمريكية”. وبعد فك رموز الرسالة من قبل المخابرات اليابانية والأمريكية، ساد هناك هلع لفترة قصيرة مع رفع مستوى الاستعداد القتالي في المنطقة.
المصدر: نوفوستي
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link