RT
كيف سيكون رد إيران على قصف قنصليتها في دمشق؟ حول ذلك، كتب أندريه كوزماك، في “إزفيستيا”:
أدت الضربة الإسرائيلية على البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية إلى رفع مستوى التوتر في الشرق الأوسط إلى الحد الأقصى. وكالعادة، توعدت إيران بالرد، لكنها لم تحدد مكانه أو وقته.
ومن المثير للدهشة أن المشكلة التي تواجه القيادة الإيرانية هي المشكلة نفسها التي تقلق الولايات المتحدة، وهي ضرورة حفظ ماء الوجه والتحرك، وفي الوقت نفسه الحيلولة دون توسع الصراع. كما أن وحدة الأهداف ترجع إلى دوافع مختلفة. فإدارة بايدن، مهتمة بهذا الأمر بسبب الوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة نفسها والحاجة إلى تحقيق التوازن بين التفضيلات الغامضة للناخبين الديمقراطيين.
وفي الوقت نفسه، ترى طهران كيف أن الحملة العسكرية الطويلة وغير المثمرة ضد حماس تستنزف إسرائيل اقتصاديًا، وتُصعّب الحصول على مزيد من الدعم الدولي. وهذا يعني أن تصعيد التوتر ليس ضمن خطط السلطات الإيرانية بأي حال من الأحوال.
ولكن، كما يؤكد الخبراء، فإن حكومة بنيامين نتنياهو مهتمة جدا بهذا النوع من التصعيد. وفي سياق ارتفاع الرهانات، وعدم تحقيق نجاح عسكري كبير، وانخفاض الشعبية والاحتمال الملموس للملاحقة الجنائية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يزيد واعيًا الرهان ويحاول إدخال اللاعبين الرئيسيين على جانبي الصراع في مواجهة مباشرة. ولهذا السبب، سيواصل نتنياهو اختبار “الصبر الاستراتيجي” لخصومه، كما يقول المستشرق أندريه أونتيكوف.
ويجمع معظم الخبراء على أن إيران، رغم الضغوط، ستتجنب القيام بخطوات غير مدروسة، وستتمسك باستراتيجية الضغط المستمر ولكن غير المباشر. في المقابل، لن تتخلى حكومة نتنياهو عن محاولاتها تأجيج الأزمة أكثر.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب